الخدمة المتميزة، تعني وطناً متعافياً من خلل أو زلل.. هذا ما تؤمن به القيادة في الإمارات، وهذا ما يؤكده دائماً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في توجيهه لفريق العمل الوطني من وزراء ومسؤولين، وكل من أنيطت به أمانة خدمة هذا البلد.
ويأتي إطلاق برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميز تأكيداً وتثبيتاً لهذا النهج وهذا المبدأ الإنساني والأخلاقي والاجتماعي، الذي تسير عليه البلد والذي يطلب من جميع العاملين في حقل الخدمات أن يكونوا على مستوى المسؤولية والحدث.
فالإمارات لم تحقق كل هذه الإنجازات العظيمة والتي أدهشت وأبهرت القاصي والداني، المواطن والمقيم، إلا لأنها حباها الله بقيادة فذة، تقف مع الناس وبينهم، وتجلي همومهم، بالعمل الطيب والجاد والمخلص، لأجل صياغة مجتمع، يتخطى العقبات بقوة الإرادة، وصدق العزيمة، وشفافية الشكيمة، وهي القيادة التي تحاذي القدوة الإنسانية العظيمة، وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من عمل منكم عملاً فليتقنه”، وإتقان العمل جزء لا يتجزأ من الإيمان، واعتناق عقيدة الإخلاص، والتفاني ونكران الذات، لأجل رفعة الوطن وحفظ كرامة المواطن.
محمد بن راشد، برؤية سديدة، ورأي سليم، يخوض معترك النهوض، بسلامة الضمير ونقاء السجية، ما يجدر به أن يكون القدوة والمثال والنموذج لقائد لا يهب وسام النجاح إلا لمن يعمل، ويستحق التقدير الأمر الذي يجعلنا نقف أمام هذه الظاهرة الفريدة في عالمنا العربي، إجلالاً ويجعلنا نطمئن على مصير جيل قادم، سوف يجد أمامه الركائز والأسس قوية ورصينة وحصينة.
هذا التفاعل ما بين القيادة وما يشغل الناس من هموم هو الدرع الحصين، والذراع الأمينة التي ستقطع محيطات الحياة اليومية بكل جدارة واقتدار.
وهذا الحث، وهذا النث، يتساقط برداً على رؤوس محبي هذا البلد وينزل منزلة الماء الفرات عند الشغاف، فهو الدافع وهو الرافع للهمم، وهو القدرة الفائقة التي تكثف الطاقات، فتفجرها في ميادين العمل.
هذا الدأب من قائد تفرَّس في المشهد، فقرأ التفاصيل، ثم وضع إصبعه على مكامن الخلل فأمر بالإصلاح، فأثاب المجد، وأبت الموانئ لتسير السفينة، بأمن وأمان واطمئنان، ولتصبح الإمارات دائماً في المقدمة، ودائماً عند القمم الشم، ودائماً هي القدوة والنموذج، ودائماً كما أراد لها المؤسسون وكما خططوا، وتأملوا وعملوا لأجل نصوع المكان، ويفوع الإنسان، وكرامته وعزته.. تصريحات سموه وثيقة عمل وطني، تحتاج من الجميع البصر والبصيرة، والوقوف عند المفردات، بعيون فاحصة، متمحصة، متخصصة في المعنى والمضمون.


marafea@emi.ae