تتندر بعض الزوجات بمخاطبة أزواجهن «يا بعلي» تأثراً بمسرحية فكاهية «ريا وسكينة» وفي هذا التندر ملاحة وفصاحة.. بعل في (مقاييس اللغة) الباء والعين واللام أصول ثلاثة: فالأول الصاحب، يقال للزَّوج بَعْل، ومن ذلك البِعالُ، وهو ملاعبة الرّجل أهلَه.. وفي الحديث في أيام التشريق: «إنها أيام التشْريق، إنّها أيّام أكْلٍ وشُرْبٍ وبِعال». قال الحطيئة: وكم من حَصَانٍ ذات بَعْلٍ تَرَكْتَهَا .... إذا اللّيْلُ أَدْجَى لَمْ تَجِدْ مَنْ تُبَاعلُهْ والأصل الثاني جِنْس من الحَيْرة والدَّهَش، يقال بَعِلَ الرجُلَ إذا دَهِشَ. ولعلّ من هذا قولَهم امرأة بَعِلةٌ، إذا كانت لا تُحسِنُ لُبْسَ الثياب. والأصل الثالث البَعْل من الأرض، المرتفعة التي لا يصيبها المطر في السنّة إلا مرّة واحدةً. قال الشَّاعر: إذا ما عَلَوْنا ظَهْرَ بَعْلٍ عَريضةٍ ... تَخَالُ عَلَينا قَيْضَ بَيضٍ مُفَلّق ومما يُحمَل على هذا الباب الثالث البَعْل، وهو ما شَرِب بعُرُوقه من الأرض من غير سَقْي سَماءٍ، وهو في قوله صلى الله عليه وآله وسلم في صدقة النَّخْل: «ما شَرِبَ مِنْهُ بَعْلاً ففيه العُشْر». وقال ابن رواحة: هنالِكَ لا أبالي نَخْل سَقْيٍ ... ولا بَعْلٍ وإنْ عَظُمَ الإناءُ وفي «لسان العرب» البَعْل الزوج بَعَل يَبْعَل بُعولة، قال الليث سمي زوج المرأة بَعْلاً لأنه سيدها ومالكها، في شيء، وقد بَعَل يَبْعَل بَعْلاً إِذا صار بَعْلاً لها. وجمع البَعْل الزوجِ بِعال وبُعُول وبُعُولة؛ قال الله عز وجل: «وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ (سورة البقرة: الآية - 228). قال سيبويه: ألحقوا الهاء لتأكيد التأنيث، والأنثى بَعْل وبَعْلة مثل زَوْج وزَوْجة.. وتَبَعَّلَت المرأةُ: أطاعت بَعْلَها، وتَبَعَّلَت له: تزينتْ. وامرأة حَسَنَة التَّبَعُّل إِذا كانت مُطاوِعة لزوجها مُحِبَّة له.. والبَعْل والتَّبَعُّل: حُسْن العِشْرة من الزوجين. والبِعال: حديث العَرُوسَيْن. ويروى عن ابن عباس، رضي الله عنه: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان إذا أتى يومُ الجمعة قال: يا عائشة، اليَوْمُ يومُ تَبَعُّل وقِرانٍ؛ يعني بالقِران التزويجَ. وباعَلَ القومُ قوماً آخرين مُباعلَة وبِعالاً: تَزَوَّجَ بعضهم إِلى بعض. وفي الحديث: وأن تَلِدَ الأَمة بَعْلَها؛ المراد بالبعل ههنا المالك يعني كثرة السبي والتسرّي، فإذا استولد المسلم جارية كان ولدها بمنزلة ربها. وقوله عز وجل: «أتدعون بَعْلاً وتَذَرُون أَحسن الخالقين» (سورة الصافات: الآية - 125) قيل: معناه أتدعون ربّاً. وقولهم: مَنْ بَعْلُ هذه الناقة؟ أي مَنْ رَبُّها وصاحبها؟ وباعَله: جالَسه. وهو بَعْلٌ على أهله أي ثِقْلٌ عليهم. علقمة الفحل: طَحَا بكَ قَلبٌ في الحِسان طروبُ بُعيْد الشَّبابِ عصرَ حانَ مشــيبُ تُكلِّفُنـي ليلَى وَقــد شَــطَّ ولْيُهــا وعادتْ عـــوادٍ بينَنـــا وخُطُــوبُ مُنعَّمــــةٌ لا يُســــْتطاعُ كلامُهـــا على بابِهـا مــن أن تُـــزارَ رقيـــبُ إذا غاب عنها البعْلُ لم تُفْشِ سِرَّهُ وتُرْضي إيابَ البَعْل حـينَ يَــؤُوبُ فـلا تَعْــدِلي بَيْـني وبـينَ مُغَمَّــــرٍ سقَتكِ رَوايا المُزن حيـث تَصوبُ سـقاكِ يمــانٍ ذُو حَبـيٍّ وعــارِضٍ تَروحُ به جُنْــحَ العَشـــيِّ جُنــوبُ ومــــا أنتَ أم ما ذِكرُهـــا رَبَعِيَّــةً يُخَـــطُّ لهـا مـن ثَرْمَــداء قَليــبُ فإنْ تَســـألوني بالنِّســاء فإنَّنــي بصيـرٌ بأدواءِ النِّســــــاء طبيــبُ إذا شـاب رأسُ المَرْءِ أو قَلَّ مالــهُ فليـس له مــن وُدِّهِـــنَّ نصيــبُ يُرِدْنَ ثَــراءَ المـالِ حيــثُ عَلِمْنَــهُ وشرْخُ الشَّـباب عنْدَهُـنَّ عجيــبُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae