بعد مقالي الذي نشر الأثنين الماضي حول تفنيد أسباب ( موت الرجال وتعليم النساء) والذي ضم تحليلات “ قد” تكون صحيحة، لأسباب ارتفاع نسبة المتعلمين من الرجال قياسا للنساء، وارتفاع المعدل العمري للمواطنات ليكون أعلى من المواطنين، انبرى المدافعون عن الرجال في الرد علي، وتفاقمت الأحداث حتى وصلت إلى ما يقارب “ الرجال يريدون اسقاط النساء”، وارتفعت أصواتهم الرافضة لنظرية موت “ الأميين “ منهم على الشوارع وبقاء المتعلمين قياسا للاناث! وعلى وقع هتافاتهم “ اللا سلمية” جاء رد رسمي – غير مقصود- من إدارة المرور والترخيص بشرطة الشارقة يعلن بتقرير “نشر أمس الأول” أن 50 ? من الشباب مرتكبي حوادث السير “ الجسيمة تحديدا” لا يحملون شهادة علمية، وأن هناك 382 سائقا من بين الـ 802 الذين تسببوا في حوادث مرورية أحيلوا للقضاء عن العام الماضي! ما يعني 47.7 ? من الحوادث التي وقعت العام الماضي كانت جسيمة وتحتاج إلى فصل القضاء فيها. هذه الإحصائية المرورية تثبت نظرية أن غير المتعلمين من الرجال المواطنين “ ينقرضون” على الشوارع، وبالتالي ترتفع نسبة المتعلمين “ الأحياء” عندما تقاس إلى النساء بشكل عام وهن اللواتي لا يرتكبن الكثير من الحوادث “ الجسيمة” وإن كنّ يتسببن بمعظم الحوادث البسيطة . في إحصائية أخرى لوزارة الداخلية تشمل كل الإمارات هذه المرة، بلغت نسبة المتسببين في الحوادث المرورية التي وقعت على مستوى الدولة خلال 2010 من فئة الشباب بين 18 إلى 30 سنة حوالي 49،5? من إجمالي المتسببين، ووفقا للإحصائية فقد تسبب 1467 شخصا من هذه الفئة بوقوع حوادث صدم وتصادم، فيما تسبب 420 بوقوع حوادث تدهور و549 بوقوع حوادث دهس و54 بوقوع نوعيات أخرى من الحوادث. وهذا ما يؤكد أن من أسباب انخفاض المعدل العمري للاماراتيين عموما هو وفاة الشباب منهم بفعل حوادث المرور، ففي معظم مناطق الامارات يموت شاب كل شهر تقريبا بفعل هذه الحوادث. الرجال الذي دافعوا وبشراسة عن بني جنسهم أضافوا أسبابا أخرى للوفاة بينهم منها “ تضحيتهم لاسعاد الاناث” ومع أن أعراض هذه التضحية لا تبدو حقيقية وهم يسرعون بسيارتهم إلى الموت تاركين وراءهم دموع كل نساء البيت بعدهم وانكسار “ الشيبان” وحزن الاخوة الكبار إلا أن من حقنا أن نطالبهم الآن بالتضحية الحقيقية، تضحية بلحظة المتعة الاستعراضية التي يعيشونها وهم يطاردون السراب مسرعين، تضحية تقتضي أن يصبروا على “جَلَف” قوانين المرور وصرامتها، تضحية بأن ينتصروا على هاجس التحدي الذي يسكنهم وهم يقودون سياراتهم إلى أن يصلوا بسلام. هذه التضحية التي يقدمونها ما بين عمر 18-28 ستكون من أعظم التضحيات للوطن وللنساء ولأنفسهم أيضا، وستدخل إن شاء الله في باب “ الصبر على المكاره” فهم يكرهون الالتزام بالقوانين، ولهم الأجر إن صبروا عليها.