الحارس الجيد هو نصف الفريق وما شاهدته في مباراة بني ياس والوصل في الجولة الماضية من الدوري كان هناك حارس هو كل الفريق، وشاهدت ماجد ناصر يقف بمفرده سداً منيعاً في وجه طموحات الفريق السماوي، وحائطاً تتكسر أمامه كل الهجمات التي شنها أصحاب الأرض، ولعل المعنى الصحيح لما كنا نشاهد هو حوار خاص بين لاعبي بني ياس والكابتن ماجد. ماجد ناصر حالة خاصة وجميلة تعيشها كرة الإمارات منذ برز للمرة الأولى ليصبح الحارس الأول لنادي الوصل ومنتخب الإمارات، وكم تشعر إمارة الفجيرة بالفخر أنها أنجبت هذا الأسد النادر، والذي انتقل إلى صفوف الوصل ليصبح الحارس رقم واحد بل الأصح أن نقول إنه اللاعب رقم واحد. انتقدناه كثيراً في السابق بسبب عصبيته الزائدة وعدم قدرته على التحكم في أعصابه وهو ما جعل فريقه يدفع ثمناً باهظاً عندما كان يحصل على عقابه، واليوم من واجبنا أن نشيد به فقد اختلف تماماً عما مضى، ولم يحافظ سوى على قدراته الكبيرة وبراعته وكفاءته بين الخشبات الثلاث، وتخلص من باقي الشوائب والمنغصات. ولا يمكن أن تكون الموهبة هي الشيء الوحيد الذي جعل ماجد ناصر بهذا التألق والإبداع ودونما حاجة للبحث والتقصي، فلابد أنه يعمل على صقلها من خلال الجرعات التدريبية المكثفة ويبذل أقصى الجهد من أجل تطوير قدراته وهو ما يفتقده الكثير من اللاعبين الذين يصلون إلى مرحلة لا يتقدمون فيها خطوة واحدة إلى الأمام بل تبدأ موهبتهم بالانحسار عندما لا يقدروا قيمتها ولا يعملوا على تطويرها. كان اعتزال زهير بخيت النجم الأسطوري في نادي الوصل بمثابة رحيل آخر عنقود الجيل الذهبي الذي سطر إنجازات لا يمكن أن ينساها مشجعو الفريق الأصفر أبد الدهر، ومنذ رحيله لم أجد لاعباً تتفق عليه كل الجماهير الوصلاوية سوى ماجد ناصر الحارس الأمين وحامي حمى العرين، فهي تحبه وتوده وتعشقه لأنه يمنحها الأمان والاطمئنان والثقة. ويظل حارس المرمى هو العنصر المظلوم في عمليات التقييم والاختيار ولو كان بيدي القرار، وكان السؤال هو كالتالي، من هو أفضل لاعب كرة قدم في الدولة؟ سيكون الجواب من وجهة نظري دونما تفكير ماجد ناصر اللاعب الأول والحارس الكبير. فقد شاهدت مباراة قالوا أنها بين بني ياس والوصل، وفي حقيقة الأمر أنها كانت بين بني ياس وأفضل الحراس، وكانت الغلبة في النهاية للحارس رقم واحد بل هو اللاعب رقم واحد، الذي كان بمفرده فريقا لم لا وهو الكابتن ماجد. Rashed.alzaabi@admedia.ae