أدلى المحلل الشهير ذو المنصب الكبير بكلام خطير، وعلى الهواء مباشرة في قناة المشاهير، فقال إن “زمن الشنطة راح”، وهذا الكلام عندما يصدر عن محلل، يجب أن نتوقف عنده مرة، وعندما يكون هذا المحلل شخصاً مسؤولاً في ناديه، فيجب أن نتوقف مرتين، وعندما يكون عضواً في الاتحاد فيجب أن نتوقف ثلاث مرات، ونفتش في الملفات عما مضى وفات. فبعد أن خرجت الكلمة وانتشرت في العلن، من حق الناس أن تعرف هذا الزمن، ومن الذي كان يدفع الثمن، وما هي ملامحه ولونه، وكم استمرت أيامه وسنونه، ويجب أن نعرف من هي الفرق التي توجت بالألقاب بفضل “الشنطة”، ومن هي الفرق التي نجت من الهبوط، والفضل يعود إلى نفس “الشنطة”، فمثل هذه الاتهامات لا تسقط بالتقادم، وها نحن نعيش في زمن الفضائيات والحريات، فمثلما يملك صاحبنا الشجاعة والشفافية بالتلميح فليتسلح بنفس الشجاعة وليتفضل بالتصريح. نغفو طويلاً ونصحو فجأة لنكتشف أن المسابقات كانت تدار بالشنط المزعومة والحقائب الملغومة، وصاحب هذه المعلومة ليس مشجعاً مجهولاً لا نعرف هويته والاسم، بل هو ذلك الشخص المسؤول المبجل والمحترم، وفجأة وبدون سابق مقدمات ها هي الشبهات تثار حول ما فات من بطولات في تاريخ دوري الإمارات. البرامج التلفزيونية ليست مسرحيات هزلية يخرج فيها الممثل عن النص بطريقة بارعة لينتزع من المتفرجين ضحكة غير متوقعة، فكل ما يقال في هذه البرامج يصل إلى الناس في كل مكان في أنحاء العالم، وعندما نرمي بتهمة كهذه، فنحن لا نعيب مؤسسة بعينها أو مسؤولاً ما، وطالما كان الكلام في عمومه، فهو يصيب الجميع، ويلقي بظلاله على سائر المنظومة، فلا يجوز أن ينشر هذا الغسيل على الملأ، من دون أن يملك صاحبنا الدليل، والكل متهم حتى يتفضل ذلك المسؤول بالتصريح وذكر الأطراف المتورطة في قضية الشنطة. هذا الكلام لا يجب أن يمر مرور الكرام، ومن أشعل النار يكتوي بلهيبها، والقضية ليست كلمة تفوه بها صاحبها ثم نتناساها ونغض الطرف عنها، بل هي كلمة خطيرة وجرائرها كبيرة، قد يتحول قائلها إلى بطل قومي إذا صدق وامتلك الدليل والإثبات. في الختام: عزيزي العضو المحترم أنت محلل وفي نفس الوقت مسؤول وعن كلامك تسأل، لا يكفي أن تغمز وتلمح والشارع الرياضي ينتظر منك أن تصرح وتفصح، فإن كنت محقاً ومصيباً فتلك مصيبة، أما لو كنت تلقي الاتهامات هكذا بلا دليل فالمصيبة أعظم وليس عليك حينها سوى الابتعاد والرحيل. Rashed.alzaabi@admedia.ae