قال لي أحد الباحثين عن عمل وبعد أن استقر حاله على وظيفة مناسبة في إحدى المؤسسات في الدولة إنه وبعد أن وضع اسمه قيد مجلس أبوظبي للتوطين لم يمر عليه أسبوع حتى أتته مكالمة عبر الأثير وبصوت شجي يسأل عن وضعه.. والسؤال الأول: هل استقرت أحوالك أم أنك مازلت في طور البحث؟.. والسؤال الثاني.. لدينا وظيفة مناسبة في مؤسسة (.....) إن كنت ترغب بالالتحاق بها وتشعر بأنها مناسبة لقدراتك فهي جاهزة.
ويضيف هذا الشخص.. بالفعل لم أشعر قط أنني وحيد في وجه العاصفة ولم أحس يوماً أنني أنثر قدراتي وطاقاتي في الهواء الطلق، بل إن هناك من يسأل ويتابع ويهتم ويبحث ويختار الوظيفة المناسبة التي تتلاءم مع قدرات الأشخاص الذين لديهم الحاجة في الالتحاق بعمل ما.. ويستطرد قائلاً: ما يقوم به مجلس أبوظبي للتوطين يستحق التقدير والإجلال ويستحق أيضاً أن يقابل جهده بتجاوب سريع من قبل المؤسسات والشركات والوزارات حتى لا يضيع هذا الجهد وحتى لا يذهب تعبه أدراج الرياح، وأعرف جيداً أن بعض المؤسسات تطرح وظائف صورية لا وجود لها في الواقع وعندما يذهب إليها الباحث عن عمل يواجه بأسئلة تعجيزية يعجز عن تلبيتها علماء “ناسا” وكالة الفضاء الأميركية ما يجعل الإحباط محلاً للتوقف عن البحث عن عمل..
ولو أن جميع المؤسسات في الدولة وكذلك الوزارات التي دائماً ما ترفع شعار عدم وجود شاغر تعاونت مع الدعوات النبيلة التي يقوم بها مجلس أبوظبي للتوطين، لغابت الشكوى وتلاشت النجوى وتخلص الناس من وباء البحث عن عمل في بلد مَنَّ الله عليه بالخير ووفرت قيادته كل أسباب التنمية، الأمر فقط يخص أولئك الذين يصفون الناس حسب مميزات خاصة تتناسب مع مزاج المدراء والرؤساء لهذه المؤسسات.. وبرغم هذه الظروف فإن مجلس أبوظبي للتوطين يخوض معارك الوجود من أجل إحقاق الحق ومن أجل إسعاد الناس وتأمين مستقبل الشباب ليحققوا ذواتهم ويؤكدوا وجودهم ويعيشوا كسائر البشر دون هم أو غم أو سقم..
الوضع الإنساني لبعض خريجي الجامعات والمعاهد لا يسر، فهؤلاء المحملون بأوزار وأسرار الطموحات الكبرى يحتاجون كثيراً إلى مؤسسات تتفهم دورها وتعي مسؤوليتها تجاه الوطن الذي قدم لها الكثير ويحتاج منها لأن ترد ولو الجزء اليسير من الجميل، ولا يجوز أبداً أن تصير هذه الشركات كالمناشير تأكل في الذهاب والإياب دون أن تقدم ما يفيد الناس، ومجلس أبوظبي للتوطين يرفع الدعوات والمناشدات لجميع المؤسسات لكي تقف على الوضع وتفهم الواقع وتتقاسم مع المجتمع همومه وآماله.

marafea@emi.ae