حققت دولة الإمارات العربية المتحدة، نهجاً إنسانياً عالمياً متفرداً على الصعيد الدولي فيما يتعلق بالشأن الإنساني، وامتدت رايات الإمارات الإنسانية الخفاقة إلى قارات العالم الست، دون منّة أو أذى، وكانت الإمارات نجدة، ومعيناً، وناصراً، بكل ما تحمل هذه الكلمات من معان سامية ونبيلة، للشعوب المحرومة، والمحتاجة، والتي تصاب إثر المحن، والكوارث، والحروب بجروح غائرة، تشل قدرتها، وتضعف قواها، على تلبية وتأمين احتياجاتها الأساسية، من الماء والغذاء والكساء والدواء.
ولم تتأخر الإمارات يوماً عن هذه الشعوب، التي تشعر تجاهها بواجب إنساني، يحتم عليها “الفزعة”، والوقوف إلى جانبها، ونجدتها، وتضميد جراحها، حتى تتعافى، وتقف من جديد على قدميها، وتعود إلى حياتها الطبيعية.
ومنذ أن أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل عقود من الزمن أنها ترسي سياسة إنسانية غير مسبوقة، اختط المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله هذا النهج قبل أكثر من خمسة عقود، وغرس هذه القيمة الإنسانية النبيلة، في نفوس أبناء شعبه وأبنائه، ولأن العطاء قيمة لا يعرف معانيها إلا من يمارسها، فقد كانت هذه القيمة ديدن أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، لأن العطاء يعني عندهم الفرح والسعادة والسرور، فهذا هو الشعور الذي تستقبل فيه الشعوب المكلومة شربة الماء وكسرة الخبز والستر والمأوى.
ولا تندهش عندما ترى تتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة الأسرة الدولية دائماً لتقود مساهمات إنسانية في أقصى الأرض لشعوب محتاجة، بل هذا هو الأمر الطبيعي الذي عودتنا عليه هذه البلاد الطيبة وشعبها المعطاء الذي اعتاد على النجدة والعطاء.
ويد الإمارات البيضاء دائماً تتقدم الصفوف لتحية الأشقاء، والمحتاجين في شتى بقاع الأرض، ووقفتها مع ليبيا كانت في طليعة الدول التي هبّت لتقديم المساعدة للنازحين من الأراضي الليبية، من كافة الجنسيات، وأقامت مخيماً لإيواء هؤلاء النازحين لتقديم كل سبل المعيشة والحياة الكريمة لهم حتى يعودوا إلى أوطانهم، كما قدمت مساعدات عاجلة أيضاً للنازحين على الحدود المصرية - الليبية، وأوصلت مساعدات عن طريق البحر بالتعاون مع تركيا للأشقاء في ليبيا لإعانتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها اليوم.
وقد أصبحت الإمارات انطلاقاً من هذا النهج الإنساني الخالص منصة دولية للعمل الإغاثي، ومؤتمر “مينا” الذي يضم أكثر من 17 جمعية وهيئة إنسانية أعضاء في الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، والمنعقد في أبوظبي يجسد هذه المعاني والقيم النبيلة، والعمل على تعزيز الشراكة الدولية في العمل الإنساني لنجدة الأشقاء في ليبيا وتقديم العون للأشقاء والنازحين على حد سواء..
حفظ الله الإمارات وشعبها وقيادتها الحكيمة لتبقى دائماً عوناً وسنداً للمظلومين والمحتاجين والمستضعفين.


m.eisa@alittihad.ae