يروى أن فتاة حسـناء جميلة تزوجت شـاباً تتمناه كل الحسناوات، أحبته لأنها لم تر غيره فهي تنتمي لعائلة محافظة كحال السواد الأعظم من مجتمع الإمارات، شيدت أحلام مملكتها معه، غير أنه لم يشاركها الأحلام لأنه يبيت ساهراً حتى الفجر، لكنها تحملت ذلك لأن كثيراً من الشباب هكذا واعتبرت ذلك عدم تحمل المسؤولية وستنتهي قريباً عندما يشبع من سهراته عند أصدقائه. تعرف أنه يحبها فهو يغار عليها من النسمة، يفتخر لأنها لا تعرف شيئاً اسمه «المول»، أو الهاتف المتحرك، ابتعدت عن صديقاتها وزميلاتها بناء على رغبته وانتقلت لتعمل في مكان يمنع دخول الرجال إليه، فهي تحبه ويعجبها فخره بها فتخلت عن عالمها من أجل حبه ورضاه ولتبعد أي خلافات في حياتهما. وفي يوم من الأيام لمحته وهي عائدة من عملها برفقة إحدى صديقاته، كانت تعرف أنه يخونها وتعرف أن لديه صديقات كثر، كان مهووساً بتجميع أكبر عدد من الفتيات ليخدعهن أو يخدعنه، كان متناقضاً، وكانت تصبّر نفسها بأنه سيعقل يوماً ما وأن كل هؤلاء لسن إلا فتيات مخدوعات يستخدمهن ليفاخر بهن أمام أصدقائه فيخرج مع واحدة للسينما وأخرى للمطاعم وثالثة لزوم الخروج برفقة الأصدقاء، كانت تتحمل ذلك لأنها تعرف أنه يغار عليها ولا يمكنه أن يعرضها أمام أصدقائه فهي فتاة «حشيم». غير أنها في ذلك اليوم شعرت كأن خنجراً يشق صدرها لينغرز في القلب محدثاً جرحاً غائراً مؤلماً مميتاً، يومها فقط لم تعد تحتمل فقررت هجره والعودة إلى منزل ذويها، عادت وهي غاضبة حانقة وفي نفسها أفكار ثورية وانتقامية، فكرت في طلب الطلاق والانفصال، لكن ذلك لا يكفي ولا يشفي غليلها فساورتها أفكار انتقامية لتذيقه من نفس الكأس فتفعل كما يفعل، فكرت في معاكسة الشباب انتقاماً لكرامتها، فكرت في المواعدة والخروج لتعيش حياتها بالطول والعرض، تماماً كما يفعل، لكن هاجساَ آخر كان يمنعها من ذلك ويلح عليها لتحافظ على اسمها وسمعتها، فذلك لها وحدها فهي في نهاية الأمر تحمل اسم والدها وليس اسم زوجها. غير أن صدى تلك الأفكار وغيرها لا يزال يتردد في نفسها دون أن تتخذ قراراً وبطبيعة الحال لم أجد خاتمة للقصة لأنها لا تزال مستمرة، ترى ماذا ستفعل! قد تكون تلك الفتاة نموذجاً لكثير من الفتيات اللاتي حكم عليهن الزمان أن يتزوجن من رجال لم يصلوا إلى مرحلة النضج النفسي والعقلانية فتجدهم يلهثون وراء غرائزهم الحيوانية دون أن يعملوا عقولهم ربما لأن بصيرتهم تكون مرتبطة بشيء آخر غير العقل. أمل المهيري | amal.almehairi@admedia.ae