طوال الأشهر الماضية ولشهرين قادمين، ستبقى أخبار معرض “اكسبوا شنغهاي” تطغى على عناوين الصحف، بعض القراء كانوا قد سمعوا بالمعرض من قبل، وهناك من يصادفهم اسمه للمرة الأولى، لكنهم لم يدركوا أبداً معنى هذا الحدث وأبعاده.
أعترف بأني دهشت حينما رأيت صور جناح الإمارات في معرض اكسبو شنغهاي لأول مرة، تلك الكثبان الزجاجية التي بدت تراقص النور ليلاً ونهاراً في شنغهاي دفعتني للبحث عن هذا المعرض، على الأقل لأفسر سبب الشغف العالمي به.
لا يعلم الكثيرون أن “اكسبو شنغهاي” هو أكبر حدث عالمي بعد كأس العالم، وأن شهرته في أوروبا وأميركا تتخطى شهرة أي معرض آخر، هذا المعرض يتوقع أن يزوره 70 مليون زائر في 182 يوماً هي مدته من هذا العام.
النجاح في شنغهاي يعني التفرد بما لديك، فهناك 240 دولة أخرى تجاورك في أضخم معرض بالعالم، أنفقت عليه الصين ما يفوق إنفاقها على دورة الألعاب الأولمبية عام 2008.
كل دول العالم المشاركة بالمعرض تبذل جهوداً جبارة في جذب السياح الصينيين والعالميين إلى أجنحتها، سواءً عبر اختيار تصاميم راقية تجذب الناس أو عبر اختيار الكوادر والفعاليات التي تنظمها لتصاحب المعرض.
هذا الاختيار الرائع والتعريف الجميل بالإمارات في الخارج يعكس القيمة الحقيقة للمعرض التي لا يدركها الكثيرون، فأن يصل اسمك وجهدك وحضارتك إلى أكثر عن 70 مليون شخص خلال عدة أشهر يوازي في نتيجته جهد سنين من الترويج الإعلامي لك.
التعريف بالإمارات وإبداعاتها وتراثها، كان الهدف الأول، لكن الأهداف التي تحققت من هذا المعرض، والتي سنظل نجني ثمارها على مدى السنوات المقبلة تدفعنا لأن نقرأ كل خبر عن هذا المعرض بشغف، مادام يوصل صوتنا وإنتاجنا للعالم، يخبرهم عن هويتنا ووطننا الغالي.
الإمارات في “اكسبوا شنغهاي” تألقت بفعل جهود القائمين على الترويج السياحي فيها، ومؤسسات التطوع الاجتماعي مثل “تكاتف”، وبالطبع التراث الثقافي الهائل الذي تمتلكه، والنجاح الحضاري الكبير الذي وصلت إليه.
كل تلك المقومات وغيرها، جعلت الإمارات في معرض شنغهاي قبلة الإعلاميين والمصورين وعشاق السياحة والمعرفة، وتركت للثقافة الإماراتية الأصيلة مكاناً ممتازاً بين بقية الدول وأثرت بالطبع على من لم يسمعوا من قبل بشنغهاي، وآن لهم أن يعرفوا معنى النجاح في أكبر حدث ثقافي في العالم، وثاني الأحداث إثارة بعد كأس العالم.