تجاوب وزارة الداخلية، من خلال توقيع مذكرة تفاهم وشراكة مع وزارة التربية والتعليم بشأن السلامة وتعزيز الثقافة المرورية، والوصول إلى الحلول المناسبة لتقليل نسبة الحوادث المرورية، وما ينجم عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات، وتحقيق الأمن والسلامة لجميع المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، جاء ليؤكد ما تناولناه في مقالنا السابق خلال نوفمبر الماضي بعنوان «ثقافة مرورية ... ولكن»
ونحن نشيد بتلك الخطوة التي تأتي في الاتجاه الصحيح، نتمنى أن تكلل جهود وزارة الداخلية بالنجاح في مسألة نشر الثقافة المرورية وزيادة الوعي لدى الأطفال منذ الصغر، لتشكل الركيزة الأساس في تربية الطفل على مسألة تطبيق القانون الذي سيكون له أثره على الأسرة، وبالتالي على المجتمع، خاصة أن الطفل الذي يتم توسيع مداركه العقلية لمعرفة القانون وأصول تطبيقه، لا بد وأن يحمل هذه المدارك إلى أسرته التي ستعكسها على المجتمع.
المذكرة التي جرى توقيعها في مقر الوزارة مؤخراً تشكل اللبنة الأولى في ترسيخ الثقافة المرورية ليس لدى الأطفال فحسب بل على مستوى المجتمع بأسره، من خلال إدخال مادة الثقافة المرورية ضمن المناهج التربوية، ونشر الثقافة المرورية بين الطلبة وأولياء الأمور والعاملين بالميدان التربوي، ووضع المواصفات والاشتراطات لترخيص الحافلات المخصصة للنقل المدرسي، وتشمل المواصفات الفنية ووضع معايير لاختيار السائقين العاملين عليها والمشرفين.
كما نصت المذكرة على تعزيز التعاون في مجال التوعية المرورية لمستخدمي الطرق العامة كافة عن السلامة المرورية، وإعداد برامج التوعية المرورية على مدار العام واختيار الأفضل منها؛ كأساليب تستخدم للتوعية والنشر، واستخدام أحدث تقنيات البحث عن الحلول المناسبة للمشاكل والاسترشاد بالمعلومات لتحديد ومعالجة مشاكل السلامة المرورية، وتطوير التجربة التعليمية لطلبة المدارس، وتبادل الخبرات والأنظمة والخبراء على المستويات كافة.
وبهذه المناسبة نتوجه بالشكر والتقدير إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على حرصه ودعمه لهذه المبادرات الجادة التي تساهم في الحد من حوادث السير وتعزيز الثقافة المرورية، مؤكدين اهتمام وحرص وزارة التربية والتعليم على نشر الثقافة المرورية، ودعم الجهود المشتركة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، آملين أن تدخل هذه المذكرة حيز التنفيذ والتطبيق في المستقبل القريب، متمنياً لهذه الشراكة التوفيق والنجاح. وكل عام وأنتم بخير.


jameelrafee@admedia.ae