كلنا يعرف أن هناك مشكلة تواجه التوطين في القطاع الخاص، ورغم الجهود المبذولة لحل هذه المشكلة إلا أنها لم ترتق إلى مستوى الطموح والدليل نسب الأرقام المنخفضة المسجلة. ولا داعي لاستعراض الأرقام، لأنه سبق واستعرضناها أكثر من مرة، كما أن معرفتها والحصول عليها ليسا بالأمر الصعب، يكفي ضغط زر واحد في جوجل وستظهر الأرقام المخزية «بجلاجل». وللأسف أن المشكلة ما تزال بلا حل، والأصعب أنه لا يلوح لها في المستقبل القريب أي حل على الرغم من كثرة معارض التوظيف التي تقام في مختلف مناطق الدولة وتحاول إيجاد حل لهذه المشكلة. هذه المعارض قصتها قصة، ولا يخفى على أحد أن الكثير من الباحثين عن العمل لا يرتاحون لها، وينظرون إليها باعتبارها مجرد «شو إعلامي»، لذر الرماد في العيون، دون أن تملك القدرة على تقديم حلول حقيقية لمشكلة التوطين. وقد يكونون محقين في وجهة نظرهم، لأن نسبة نجاح هذه المعارض في توفير فرص العمل قليلة، وكم سمعنا في الكثير من المناسبات عن مواطنين كانوا يجرون وراء المشاركة في هذه النوعية من المعارض ويتقدمون بطلبات عمل في مختلف المؤسسات، دون أن يكتب لهم النجاح بالحصول على وظيفة الأحلام. لا نريد أن نقدم صورة سلبية عن معارض التوظيف لأن وجودها يبقى أفضل من غيابها، وفي النهاية هي تساهم في توفير بعض فرص العمل وهو أمر لا بأس به، صحيح أنها قد تكون فرصاً محدودة ولا ترتقي إلى مستوى الطموح لحل مشكلة البطالة، لكن علينا أن لا نحمل هذه المعارض فوق طاقتها، لأن مشكلة البطالة أكبر من أي معرض وتحتاج إلى قرارات سيادية من الدولة، وليس لمجرد مبادرات من المؤسسات الاقتصادية العاملة في البلد. وبصريح العبارة، المشكلة الحقيقية التي تواجهها الإمارات في مسألة التوظيف، أنها بحاجة إلى وضع برنامج وإطار عام يحتوي المشاكل ويحلها من جذورها لمعالجة البطالة وتوفير فرص للعاطلين عن العمل، وتوطين الوظائف. ولا بد من وجود خطة واضحة المعالم للتوطين، وأوقات محددة للتنفيذ، حتى لا تظل مجموعة كبيرة من شبابنا بلا عمل وتمثل طاقات مهدورة في المجتمع. ما نريده في النهاية، أن تكون هناك خطط عاجلة في معالجة مشكلة البطالة، حتى نستغل طاقة شبابنا فيما هو مفيد لوطننا الغالي، خاصة وأن البطالة لها مردودها السلبي على الأفراد والمجتمع. Saif.alshamsi@admedia.ae