بالأمس فرح المتقاعدون القدامى بتلك الزيادة التي ينتظرونها لأن سوق الغلاء لا تفرق بين متقاعد قديم ومتقاعد جديد، والالتزامات والمتطلبات الحياتية لا تفرق بين م.ق وبين م.ج، وقبل المتقاعدين فرح الآخرون لهم، ولو لم يكونوا منهم.. فرح الكثيرون:
- فرح ذلك الذي كتبنا عنه مرة أنه يعامل في المالية كرقم مبهم في ملف أخضر قديم، ومخطوط عليه بخط رديء اسمه ورتبته ورقمه التقاعدي، والذي لا يصدّقونه إلا إذا حضر كل عام بأوراق موثقة من المحاكم أنه ما زال صادقاً ولا يكذب في بياناته.
- فرح ذلك الذي يركض وراء سبع بنات وثلاثة ذكور، وقلقه على إتمام تعليمهم وتوظيفهم وحمل هم أمهم وتعب هرمه.
- فرح الذي رأى النار الحمراء في الحمرا، ونام تحوط به الدواب في المنامة، وضرب المسافات مع تبدل السرايا والكتائب من الشارقة إلى محضة إلى قدفع إلى المرقاب والياهلي والعديد في ذلك الزمن البعيد، واليوم وجد نفسه وحيداً محاطاً بالهموم الجديدة.
- فرح من اضطرته الحياة الجديدة أن يترزق بإدخال “الجت والمسيبلو” صباحاً لجبرة العين، أو يبيع الماشية في مواسم الأعياد ليوفي لأولاده بعطائهم، ويمنحهم فرحة العيد.
- فرح ذلك الذي يجبرونه أن يتعكز على تعبه وعصاه وهرمه ليراجع موظف المالية العتيق الذي يتقاضى أكثر منه، ليبرهن له كل حول أو حولين أنه ما زال حياً يرزق، وأن أولاده ما زال هو من يرعاهم، ليتصدق عليه بعدها ذلك الموظف ويكتب في ملفه القديم يصرف له.
- فرح أولئك الذين خدموا في “الديبوت” ويتذكرون المرحوم عبيد بالعارطي أو في المصفحات أوالمدرعات ويتذكرون المرحوم مطر بن خلفان النيادي أو في “الليمتي” ويتذكرون علي بطي أو في “السيكنل” ويتذكرون أحمد بن سالم الكعبي أو المرحوم علي بن نايم.
- فرح أولئك الرجال الذين كانوا من وقت وتعب وزمن، وما زالوا شرفاء عند كلمتهم، وما زالوا يمدون الوطن بأبناء يتمنون أن يكونوا مثلهم وأحسن.
- فرح أولئك المتعففون الذين لن تجد على ألسنتهم إلا كلمة الحمد والشكر، ويؤثرون على أنفسهم، ولا يظهرون سواها ولو كان بهم خصاصة.
من أولئك الرجال.. كلمة شكر وعرفان وولاء للإمارات ورئيسها الشيخ خليفة، ونائبه الشيخ محمد بن راشد، وعضدهما وسندهما الشيخ محمد بن زايد، لأنهم تذكروا أولاد زايد وأعطوهم من حقهم، وتقديراً على واجبهم.


amood8@yahoo.com