كدنا ننسى أن الدوري مستمر، فالغياب طال، والتوقف لم يطل الفرق وحدها، وإنما طالنا نحن، خاصة أننا في فترات التوقف، نبحث عن بدائل، سواء في الليجا أو البريميرليج أو غيرهما، وبالطبع تكون المقارنة في البداية لصالح هذه المقبلات الخارجية، وشيئاً فشيئاً تسحب البساط من هويتنا الأصيلة، ونكاد نظن بالفعل أننا إسبان أو إنجليز، وأن ميسي لاعب «مواطن» وكرستيانو رونالدو يمثلنا نحن ولا يلعب باسم البرتغال. هذا هو «الانفصام» الذي يفعله التوقف في الجماهير، فما بالك بالفرق، التي تخرج من جلبابها إلا من ارتبط بمشاركة خارجية، سواء في دوري الأبطال الآسيوي أو في البطولة الخليجية، ومهما تفننت الفرق في وضع برامج إعداد تقيها ضرر الركون إلى الراحة، فإنها لا تستطيع، وينال اللاعبون بعض من الأريحية التي تكون لها انعكاساتها بعد عودة الدوري، لاسيما إذا كان الفريق قد بدأ التوقف وهو فائز، لأنه الأكثر ضرراً من حالة التجميد والدخول في «الثلاجة». وإذا كان الدوري قد توقف نظراً لارتباطات سواء للمنتخب الأولمبي أو للأندية في الخليجية والآسيوية، فإنني أعتقد أنه بعيداً عن المنتخب الأولمبي الذي حقق الفوز على سريلانكا «رايح جاي» وبرقم قياسي من الأهداف، فإن مشاركات الأندية لم تقدم ثمناً معقولاً أو مقبولاً للتوقف، فلكي نرضى ونقبل بفكرة القطار البطيء هذه، علينا أن نجد في المقابل ما يوازي الصبر عليها، وما يوازي امتداد الموسم لقرابة عشرة أشهر، ضارباً رقماً قياسياً في عدد أيام المسابقة، التي أعتقد أنها ستكون الأطول هذا العام. عموماً، سيعود الدوري اليوم بمباراتين بمثابة فتح شهية، ستكونان عنواناً مهماً لما فعله الراغبون في اللحاق بالركب، لاسيما من الأهلي والعين، اللذين يواجهان اتحاد كلباء والشارقة، وفي الوقت الذي يراود الفرسان والزعيم أن تكون العودة جديدة في كل شيء، فإن اتحاد كلباء والشارقة ليسا أقل طموحاً ولا رغبة منهما، فبهذه العودة، سيبدأ الدوري مرحلة العد التنازلي صوب النهاية، ليعلن فيها من يستحق التتويج، ومن سيهبط إلى هوة الدرجة الأولى. اليوم، ستعود الحياة إلى الملاعب من جديد، وعلى الرغم من أن الجزيرة قطع شوطاً طويلاً على طريق اللقب، إلا أنه لا يمكن الجزم من الآن، أين سيذهب الدرع، ولا تزال في الدوري 29 نقطة، تساوي الكثير، وربما تفوق ما حققه عدد من الفرق طوال المسابقة حتى الآن، كما أن المطاردة أو حسم الصراع، لا يتوقفان على الجزيرة أو بني ياس وحدهما، وإنما هناك أطراف عديدة، ستكون لها كلمتها، وحتى إذا لم يكن من حق بعضها التفكير في اللقب، فبإمكانها عرقلة فريق أو إفساح الطريق أمام آخر، ومن هنا على من يريد الوصول إلى خط النهاية ألا ينظر خلفه، وأن يركز فقط في هدفه وطموحه، ويمضي دون توقف في مباريات كؤوس تمتد من الآن وحتى الجولة الأخيرة. اليوم، سنعود نحن من عوالمنا التلفزيونية، والتي تعلقنا فيها بالبارسا والريال ومان يونايتد ومان سيتي، وأسماء السحرة حول العالم، وعلى الرغم من الفارق بين ما نشاهد على الشاشة، وما نراه في ملاعبنا، إلا أن دوري المحترفين، يبقى الوجهة الأولى، في انتظار أن يدرك اللاعبون أن هناك من ينتظرهم ويريد منهم أن يكونوا على قدر الانتظار. كلمة أخيرة من اليوم أغيب عنكم لفترة وجيزة، أسافر فيها خارج البلاد، على أمل أن أعود قريباً بإذن الله، لنستأنف رحلتنا مع كل صباح جديد. mohamed.albade@admedia.ae