في خضم النهضة التي شهدتها وما زالت تشهدها دولتنا لا يمكن أن ننسى المتقاعدين الذين يمثلون شريحة مهمة بالمجتمع، والذين نُكنّ لهم كل التقدير والإجلال باعتبارهم الرعيل الأول، الذي ساهم بشكل كبير وفعال في عملية البناء، وكانت بصماتهم واضحة، وجهودهم مقدرة، خاصة في ظل الظروف التي خدموا فيها الوطن الغالي، والتي كانت أكثر قسوة وصعوبة مما هي عليه الآن، فبعد سلسلة حافلة من العطاء والوفاء لتراب الوطن، حان الوقت ليتقاعدوا ويرتاحوا، ويتنعموا بثمرة جهدهم وتفانيهم في عملهم، إفساحاً لأبناء الجيل الشاب الصاعد، وقد حرصت قيادتنا الحكيمة دوماً على أن ينعم هؤلاء المتقاعدون، بثمرة جهودهم، براتب تقاعدي يحفظ لهم عيشاً كريماً، ولم يغب عن تفكير هذه القيادة الحكيمة التي تتابع أحوال كل أبنائها يوماً بيوم، بل ساعة بساعة، تغير الظروف الاقتصادية واشتداد وطأة الحياة عليهم من موجات الغلاء ، وخاصة ظروف هؤلاء المتقاعدين من كبار السن وغيرهم الذين لم تشملهم الزيادات التي أمرت بها القيادة الحكيمة على رواتب الموظفين، والذين يتقاضون رواتب تقاعدية حسب النظام واللوائح القديمة، فكانت توجيهات رئيس الدولة بالعمل على تعديل أوضاعهم، انطلاقاً من رؤية سموه وحرصه الدائم واهتمامه بضرورة تهيئة سبل العيش الكريم لأبنائه المواطنين، ليصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قراراً بتعديل بعض الأحكام بشأن معاشات ومكافآت التقاعد للعاملين بوزارة الدفاع، والقوات المسلحة، يقضي بزيادة المعاش التقاعدي للعسكريين، من وزارة الدفاع، والقوات المسلحة، المحالين على التقاعد، قبل الأول من يناير من العام الثامن بعد الألفين للميلاد، بنسبة 70%، وذلك اعتباراً من مارس 2011.
إن التوجيهات السامية التي وجّه بها رئيس الدولة ستسعد الكثيرين من المتقاعدين العسكريين، والتي تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني الإنسانية، والقيم النبيلة الثابتة التي تنتهجها حكومتنا الرشيدة في ظل قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، ومواقفة المشرفة وأياديه البيضاء الممتدة والمتواصلة مع أبنائه أينما كانوا، وحرصه الدائم على توفير الحياة الكريمة لهم، وتلمس همومهم واحتياجاتهم، وظروفهم.
وهذه الأوامر التي أسعدت المتقاعدين العسكريين، تفتح باب الأمل للمتقاعدين المدنيين، ممن لم تشملهم زيادة الرواتب، وتقاعدوا برواتب ضئيلة، لا تسد حاجتهم، ولا تؤمن متطلبات العيش الكريم والحياة المستقرة لهم ولأبنائهم اليوم.
والتوجيهات السامية غيض من فيض عطاءات أياد بيضاء بلا حدود، وكرم سخيّ معهود، يعكس تلمس ومتابعة هذه القيادة الرشيدة، الحانية على أبنائها، لحاجات ومتطلبات أبنائها، وحرصها على تأمين أعلى وأفضل مستويات العيش الكريم، وهو ما تترجمه الكثير من المكارم التي وجّه بها رئيس الدولة، فقرار رفع رواتب المتقاعدين ليست الأولى، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، ولعل مشاريع البناء والإعمار التي تشهدها الإمارات الشمالية حالياً بتوجيهات رئيس الدولة، خير دليل على نهج القائد الثابت وحكمته وحرصه على تأمين مستقبل مشرق لأبناء هذا الوطن المعطاء.


m.eisa@alittihad.ae