ما أكثر من يدلون بدلائهم، وما أقل من يخرج بنتيجة منهم، المهم كيف ومتى ندلو بدلونا!.. كثيراً ما نتداول هذه العبارة «أدلى فلان بدلوه» وهي عبارة مستمدة من الطبيعة وتؤكد أهمية الماء في الحياة فالدلو هو وعاء السقيا فلا سقيا بلا إدلاء الدلو، وفي هذا دعوة أيضاً إلى العمل، فالإدلاء بالرأي سقيا للفكر، والإدلاء بالصوت سقيا للديمقراطية، والإدلاء بالشهادة سقيا للحق والحقيقة. الدَّلْوُ في (لسان العرب) واحدة الدَّلاءِ التي يُسْتَقَى بها، تذكَّر وتؤنَّث؛ والجمع أَدْلٍ في أقل العدد، والكثير دِلاءٌ ودُليٌّ، وهي الدَّلاةُ والدَّلا بالفتح والقصر، الواحدة دَلاة.. يقال: أدْلَيْتُ الدَّلْوَ ودَليْتُها إذا أرسلتها في البئر، ودَلَوْتها أدْلُوها فأنا دالٍ إذا أخرجْتها، والدَّلاة أيضاً: الدَّلْوُ الصغيرة؛ وقول الشاعر: آلَيْتُ لا أعْطِــــي غُلامــــــاً أَبَدَا دَلاتَـــهُ، إنـي أُحِــــبُّ الأَسْــــوَدا يريد بِدَلاته سَجْلَه ونَصِيبَه من الوُدِّ، والأسْوَدُ اسمُ ابنِه. ودَلَوْتُها وأدْلَيْتُها إذا أرْسَلْتها في البئر لِتسْتَقِي بها أُدْليها إدلاءً، وقيل: أدْلاها ألْقاها لِيستقِي بها، ودَلاها جَبَذها ليُخْرِجَها، تقول دَلَوْتها أَدْلُوها دَلْواً إذا أخرجَتها وجَذَبْتَها من البئر مَلأى؛ ودَلَوْتُ الدَّلْوَ: نَزَعْتُها؛ وهو قول العجاج: يَكْشِفُ، عن جَمَّاتِه، دَلْوُ الدــَّالْ عَباءةً غَبْــــراءَ مــن أَجْــنٍ طـــالْ يعني المُدْليَ. ويقال: دَلَوْتُها وأنا أدْلُوها وأَدْلَوْتُها. وفي قصة يوسف: «فأدْلَى دَلْوَهُ قال يا بُشْرَى» (يوسف: الآية - 19) ودَلَوْتُ بفلان إليك أي اسْتَشْفَعْتُ به إليك.. وهو يُدْلي برَحِمِه أي يمُتّ بها.. والدَّلْوُ سِمَة للإبل. والدَلْوُ برج من بروج السماء. ويقال: جاء فلانٌ بالدَّلْوِ أي بالدَّاهية؛ ودَلَّى الشيء في المَهْواةِ: أرسَلَه فيها؛ قال: مَنْ شَاءَ دَلَّى النَّفْـــسَ في هـــُوَّةٍ ضَنْكٍ، ولَكــِنْ مَنْ لَــهُ بالمَضِــيقْ أي بالخروج من المَضِيق، وتَدَلَّيْتُ فيها وعليها؛ قال لبيد يصف فرساً: فَتَدَلَّيْـــتُ عَلَيْهــــــــا قَافِــــلاً، وعـــلى الأَرضِ غَيايــاتُ الطَّفَـــلْ ولا يكون التَّدَلِّي إلا من عُلْوٍ، تَدَلَّى من الشجرة.. ويقال: تَدَلَّى فلانٌ علينا من أرض كذا وكذا أي أتانا. يقال: من أين تَدَلَّيْتَ علينا؟، وقال غيره: فَدلاَّهُما فأطْمَعَهُما؛ ومنه قول أبي جُنْدُب الهذلي: أَحُصُِّ فلا أُجِيرُ، ومــــَنْ أُجـــِرْهُ، فَلَيْــــسَ كَمـــَنْ يُدَلَّــــى بالغُــــرُورِ أَحُصُّ: أَمْنَع، وقيل: أَحُصُّ أَقْطَع ذلك. وأَما قوله عز وجل: «ثم دَنَا فَتَدَلَّى» (النجم: الآية - 8). وقال الزجاج: معنى دَنَا فَتَدَلَّى واحد لأن المعنى أنه قرب فَتَدَلَّى أي زاد في القُرْب، كما تقول قدْ دَنَا فلان مني وقرُبَ. وقال ابن الأَثير: والضميرُ لجبريل، عيه الصلاة والسلام.. وأَدْلَى بحُجَّتِه: أَحْضَرَها واحْتجَّ بها. وأَدْلَى إليه بِمالِه: دَفَعه. ومنه قوله تعالى: «وتُدْلُوا بها إلى الحكام» البقرة: (الآية - 188)؛ يعني الرِّشْوَةَ. فمعنى قوله وتُدْلُوا بها إلى الحُكَّام أي تَعْمَلون على ما يوجِبُه الإدْلاءُ بالحُجة وتَخُونُون في الأمانة لِتَأْكِلِوا فَريقاً من أَمْوال الناس بالإثم، كأنه قال تَعْمَلون على ما يوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ ما قَدْ عَلِمتُم أنه الحق؛.. وأَدْلَيْت فيه: قلت قولاً قبيحاً. ودَلَوْت الرجلَ ودالَيْته إذا رَفَقْتَ به ودارَيْته. وقال ابن بري: المُدالاةُ المُصانَعة مثلُ المُداجاةِ؛ قال كثير: أَلا يا لَقَوْمــي، للنِّـوى وانْفِتَالِهـا وللصَّرْمِ مِنْ أَسْـماءَ ما لَمْ نُدالِهـا أبو فراس الحمداني: صاحـــــبٌ لمَّـــــــا أســـــــــاءَ أتــــبعَ الـدَّلــــــوَ الرشـــــــــــاءَ ربَّ داءٍ لا أرى مــــــــــــــــــنــ ــهُ ســــوى الصبــــــرِ شــــــفاءَ أحمـــــدُ اللـــــهَ علــــــــــى ما ســرَّ مـــــنْ أمـــــــري وســــــاءَ Esmaiel.Hasan@admedia.ae