متنزه العين للحياة البرية الواقع في أحضان جبل حفيت بمدينة العين ليست حديقة حيوان تقليدية بل يعتبر جزءا مهما من الجهود العالمية الرامية للحفاظ على الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض حيث تنشط أعمال متنزه العين للحياة البرية في الحفاظ على التنوع البيولوجي على عدة مستويات. إذ تحتوي مجموعة حيوانات المتنزه على عدد من الأنواع المهددة بالانقراض كانت موجودة في حديقة حيوان العين الأصلية التي أسسها المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه. قام المتنزه بحصر وإعادة تنظيم مجموعة الحيوانات هذه وتحديد أولوية الحفاظ على أنواع بعينها، وذلك بالتعاون مع جمعية علم الحيوان في سان دييجو بالولايات المتحدة الأميركية وجامعة وأكسفورد بالمملكة المتحدة، وهيئة البيئة في أبوظبي. وبحسب مسؤولي المتنزه يجري الحفاظ على تلك الأنواع من خلال تشجيع تربيتها في الأسر والعمل مع الهيئات والمؤسسات الدولية لدراسة كيفية المساعدة في الحفاظ عليها في البرية وتشمل الأنواع التي تحظى بالأولوية، المها العربي والمها معقوف القرن وغزال المور. كما يصدر الاتحاد العالمي للحفاظ على الحياة البرية لائحة بالأنواع المهددة بالانقراض تسمى اللائحة الحمراء المعروفة عالمياً، إذ تم إدراج عدد كبير من حيواناتنا ضمن هذه القائمة تحت بند «مهدد بالانقراض». ليس هذا فحسب بل قام المتنزه بتطوير مجموعة النباتات الجديدة لتكون مرجعاً لبرامج الحماية، بالتركيز على النباتات المهددة بالانقراض بالمنطقة العربية وشمال شرق أفريقيا. ويؤكد القائمون على المتنزه انهم يعملون في اتجاهات أخرى للحفاظ على الحياة البرية. حيث يتعاونون مع السلطات في أبوظبي، باحتضان الحيوانات التي تم مصادرتها وتهريبها للبيع داخل الدولة. كما يعملون مع عامة الناس من خلال برامجهم التعليمية بهدف تحسين المفهوم العام للقضايا البيئية والتنوع البيولوجي وبما أنه متنزه للحياة البرية يعرضون نباتات وحيوانات من مختلف المناطق الصحراوية في العالم إلا أنهم يرون جزءا هاما من عملهم يكمن في إلهام الضيوف بجمال وعظمة الحياة البرية، لإيمانهم الأمر يحتاج إلى خلق رابط عاطفي بين ضيف المتنزه والأنواع المعروضة معتقدين أنه عندما تتبلور تلك العلاقة فإنها تشكل ركيزة أساسية لتفاعل الفرد مع البيئة بالتزامه بعمليات إعادة التدوير مثلاً أو التخفيف من استهلاكه للطاقة أو غرس الأشجار المحلية لزراعة حديقته الخاصة. وهذا بدوره، يجب أن يذكرنا أن الحياة تعتمد في مضمونها على التنوع البيولوجي في الحصول على الطعام والدواء ومواد البناء كالأخشاب وغيرها، ناهيك عن الإحساس العميق بالبهجة والفخر الذي يولده التنوع البيولوجي في بلادنا عند حصاد التمور أو رؤية صقر يحلق في السماء. ويؤكد القائمون على المتنزه بأنهم على يقين أنه عندما يرى الأطفال المها العربي للمرة الأولى في متنزه العين للحياة البرية، فسيكبرون ليكونوا أوصياء وأمناء على تراث أبوظبي الطبيعي. jameelrafee@admedia.ae