شح المياه الذي تعاني منه الدولة وانخفاض منسوب مياه الأمطار النسبي لهذا العام لم يمنع من “التبذير” في استخداماتها المنزلية، خاصة في ري الحدائق التي باتت مسابقة سنوية في بعض مناطق الدولة. السؤال الذي يطرح نفسه من أين يتم سقاية تلك الحدائق التي يستخدم لريها (بايبات) سعة انش أو أكثر ؟ ... أليس هذا من ماء الشرب الذي يصل عبر خطوط المياه من شركات التوزيع الحكومية ؟ ... وهو ما يشكل عبئا على الدولة، القضية الأهم أن التربة التي لدينا رملية لا تحتفظ بكميات المياه ما يجعلها تستوعب وتستنزف كميات كبيرة من المياه دون أن نشعر. حقيقة رغم أننا دولة صحراوية ولدينا فقر في المياه إلا أن الممارسات لا توحي بذلك أليس الأجدى توزيع جائزة لأفضل منزل يحقق الحد الأدنى لهدر المياه؟ ... يبدو أن البعض غفل عن ما يقوله الخبراء المختصون في المياه وتخوفاتهم من الجفاف الذي سيطال العديد من دول العالم، خاصة في منطقتنا العربية التي تعتبر صحراوية بالمجمل. جميل أن ننشئ حدائق غناء يزدهي بها اللون الأخضر مشكلا مسطحات تتماهى مع الطبيعة الجافة ولون الصحراء لتغدو المنازل واحات خضراء تسر الناظرين ليس هذا فحسب بل أن نحصل على جوائز من خلال عمليات التقييم التي يقوم بها مختصون لفرز أجمل حديقة منزلية. لكن المستغرب أن تطالب المؤسسات المعنية بالحفاظ على الثروة المائية في الوقت الذي تهدر فيه تحت إشرافها حاولت أن أفهم المعادلة لم استطع فهل تستطيع أنت؟! حاولت أن أبحث في المعايير التي وضعتها الجهات المعنية في تقييم الحدائق ما نشر على الأقل... لم أجد معيارا واحدا ينوه إلى ترشيد هدر المياه بل تناولت جوانب أخرى منها تخصيص 5 % للمنظر العام للحديقة، وجمال الحديقة وجاذبيتها، ومدى ملاءمتها للبيئة، وتصميم الأعمال المدنية بها ...الخ حقيقة أنا لست ضد إنشاء الحدائق بل معها وأتمنى أن تزحف المسطحات الخضراء الى كافة أرجاء الدولة وتصبح حياتنا ربيعا في ربيع لكن ليس على حساب مياه الشرب والغسيل ... كنت قد اقترحت في مقال سابق أن توزع خزانات كبيرة في مختلف مناطق المدن يتم تزويدها بالمياه المعالجة من محطات الصرف الصحي والتي تزيد عن الحاجة كما يؤكد المسؤولون دوما وبذلك يتم استيعاب الكميات الضخمة التي تزيد عن الحاجة والتي تقدر بمئات الآلاف من المترات المكعبة وغالبا ما يتم ضخها في الصحراء لتشكل بحيرات ... أليس هذا أفضل ؟! jameelrafee@admedia.ae