لم أتوقع أن تكون تلك هي النهاية لمنتخب الأرجنتين بالهزيمة المذلة أمام ألمانيا، لتضع النهاية المأساوية لمارادونا المدرب الذي لم يكن عند مستوى الطموح، ولم يتمكن إلهامه هذه المرة كما لم تكن قبلاته وأحضانه للاعبين مجدية في ظل غياب تكتيك المدرب القادر على استنفار إمكانات اللاعبين. لم تكن الأرجنتين مبهرة في يوم من الأيام، وفي حقيقة الأمر فازت الأرجنتين بكأس العالم مرتين، فالأولى كانت بفضيحة الرشوة التي أشيع أنه تم تقديمها لمنتخب بيرو من أجل فتح الطريق نحو المرمى في المباراة التي كانت الأرجنتين تحتاج الفوز فيها بفارق لا يقل عن أربعة أهداف، أما المرة الثانية فكانت بفضل رجل واحد ولا سواه ذاك هو مارادونا اللاعب. لم تعدم الأرجنتين أن تنجب المواهب في كل الأوقات، ولكن الفوز بكأس العالم بحاجة إلى ما هو أكثر من المواهب، وهذا الكثير تفتقده الأرجنتين على الدوام، وقد تفاءلت في مارادونا المدرب أن يجد هذا الشيء حتى وأنا أعلم بمحدودية قدراته كمدرب. لم يكن كارلوس بيلاردو المدرب الفائز بكأس العالم عام 1986 مع بلاد التانجو بأفضل من مارادونا المدرب، ولكن الفارق بينهما أن الأول كان يمتلك لاعباً اسمه دييجو أرماندو مارادونا. حتى في وجود ميسي أفضل لاعب في العالم حالياً، والذي لا أعتقد أنه قدم المستوى الذي يشفع له أن يقود بلاده إلى ما هو أبعد من دور الثمانية، ولم يتمكن من تقمص شخصية مارادونا اللاعب، فالأساطير لا تتكرر كثيراً وليس كل شخص قادرا على صنع المستحيل. ويبدو أن حلم كأس العالم انتهى بالنسبة لميسي بشكل نهائي، وإذا لم يكن قادراً على الفوز بها وهو في أوج عطائه في هذه الفترة وفي جنوب أفريقيا، فلا أعتقد أنه سيستطيع ذلك في ريو دي جانيرو على الأقل، ومن الجنون أن نتخيل أن الأرجنتين تخرج من البرازيل وهي تحمل معها كأس العالم، ولذا فربما يحتاج ميسي للانتظار ثماني سنوات وربما في 2018، وعندها سيكون قد بلغ من العمر 31 عاماً، ميسي هذا اللاعب الفذ مع برشلونة، ولكنه لا يزال شخصاً آخر في قميص الأرجنتين. لا تبك من أجله يا أرجنتينا ولا تذرفي الدمع يا بيونيس ايريس؛ فمارادونا المدرب ليس هو نفسه اللاعب، والتلميذ الذكي قد لا يصلح بالضرورة أن يصبح مدرساً ناجحاً، ومشكلة مارادونا المدرب كانت أنه لم يكن يمتلك في فريقه شخصاً بقيمة مارادونا اللاعب. ralzaabi@hotmail.com