زلزال الصقور الذي ضرب آسيا أصاب الجميع وقضّ مضاجعهم، ولم يكن الريان القطري أول ضحاياه بل كان آخرهم، وسبقه الكثيرون من المسؤولين والمنظرين واللاعبين والمدربين والإداريين والفلاسفة، لقد كشفهم وأثبت بطلان نظرياتهم هو فوز مهم أولاً لأنه جاء للوطن وهو فوز مهم ثانياً لأنه أحرجهم. أثبت “الصقور” أن الكثيرين من الذين يمتهنون الكلام لا يفقهون شيئاً، مما يقولون والقضية “أكل عيش” والسلام، وأثبت خطأ كل قول يتحدث عن الفوارق التي بيننا والآخرين، وأنهم سبقونا بمراحل وتفننوا في تصوير ضعفنا وقلة حيلتنا، وإنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، فضرب الصقور بكل هذا عرض الحائط، وقدموا للجميع دروساً عملية ليحرجوا الفلاسفة، والمنظرين قبل أن يحرجوا كل أندية المحترفين. قالوا إن دورينا بكل ما ننفقه من أرقام خيالية غير قادر على إفراز فرق تقارع كبار آسيا، وقالوا إن هذا هو واقعنا، وجاء الرد عليهم من الإمارات القادم من الدرجة الأولى الذي كذب كل النظريات، وانحاز للنظرية الأولى في اللعبة ومضمونها أن كرة القدم تعطي من يعطيها، والانتصارات لا تأتي لوحدها بالطبع ولكنها تنتزع. قدم فريق الإمارات دروساً للجميع والدرس الأول للاعبين، فاللاعب الكبير ليس الذي يملك تلك السيارات الفارهة أو قصة الشعر المبتكرة، بل بالعطاء والكفاح والروح القتالية العالية، هذه التي يملكها لاعبو الإمارات ويفتقدها الكثير من اللاعبين من المحترفين وهواة جمع الملايين. الدرس الثاني للإدارات والتي ينحصر دورها في بعض الأندية عند صرف المكافآت والتوقيع على دفاتر الشيكات، وفي أحيان كثيرة الاحتجاج على قرارات الحكام، وتعلموا من إدارة الإمارات التي قامت بعمل جبار على أكثر من صعيد، ولم تشتكِ من غياب الجماهير، ولكنها أرسلت لهم بطاقة دعوة أنيقة في كل مكان للوقوف خلف الفريق. الدرس الثالث للجماهير التي تكتفي بأدوارها السلبية وتختف خلفي شاشات المنتديات أو في المقاهي وتتخلى عن فرقها، وهي في أمس الحاجة إليها، والغريب أن هذا الجمهور عند الخسارة ينتفض ويثور، وليته يتعلم الدرس من جماهير الصقور. والدرس الرابع للجميع فليس كل ما يلمع ذهباً وليس صحيحاً أن الغالي قيمته فيه، والدليل أن مدرب الإمارات قد يكون الأقل أجراً، وأن لاعبي الإمارات المواطنين والأجانب هم الأقـل سـعراً وتكلفة. في الختام: الجميع يقولون إن فوز الإمارات هو الرد الأقوى على المشككين والغريب أن هذا القول يأتي اليوم من المشككين أنفسهم ومن الحزب المعارض، وهذه هي قمة التناقض. Rashed.alzaabi@admedia.ae