غالباً لا أكتب في هذا اليوم، فهو يوم لالتقاط الأنفاس من عناء أسبوع طويل جداً في مهنتنا التي تطارد اللحظة، وقد تتحول اللحظة معها إلى يوم بأسره، غير أن رسالة وصلتني، وغيرت من هذا الطقس الدائم، ودفعتني للكتابة في «حب الصقور»، وأقصد بهم بالطبع «صقور الإمارات» الذين حققوا فوزاً جميلاً على الريان القطري أمس الأول في دوري أبطال آسيا، وقبل الرسالة، كان بالطبع الفوز نفسه والذي أسعدني فأحال عناء الأسبوع الكامل إلى طاقة ونشاط، فهكذا تفعل الانتصارات فينا.. تجدد الخلايا وتريح النفس، وتأخذك إلى احتفالية كاملة لا تريد لها أن تنقضي. أما الرسالة التي وصلتني، فكانت تعتب عليّ أنني وفي زاويتي منذ أيام في مستهل مشوار فرقنا بالجولة الآسيوية الثانية، استعرضت مسيرة الفرق، تحت عنوان “لا تقتلوا الحلم”، دون أن أتعرض لفريق الإمارات، ممثلنا الجديد في البطولة، ولم يكن في الأمر تعمد على الإطلاق، كما أن الاستعراض وإن ذكر المباريات إلا أنه توقف عن مباريات الانطلاقة في البطولتين الآسيوية والخليجية، إضافة إلى أن الفكرة العامة للزاوية، لم تكن خاصة بالمباريات بقدر ما كانت لها رسالتها الأعم، والتي تطالب بعدم التخلي عن الأمل، مهما كانت النتائج في بعض الأحيان غير مواتية، وهو الأمل الذي تمنيناه، وجاء فريق الإمارات ليمسك ببعض خيوطه، وليداوي بعض جروحنا، بفوز غال على فريق قطري كبير، يعد من أكثر الفرق القطرية شعبية وجماهيرية، وهو الريان الذي لا ينازعه في الشعبية هناك، سوى النادي العربي، ويلقب بـ”الرهيب”، فإذا بصقور الإمارات تحوله إلى حمل وديع، وتحقق عليه فوزاً مستحقاً بهدفين نظيفين. والأهم في الفوز الذي حققه الإمارات، هي الرسائل العدة التي وصلت إلينا، ففي وقت شكك فيه البعض في مشاركة الإمارات بالبطولة، وذهب البعض قبل انطلاقتها حد مطالبته بعدم المشاركة فيها، إذا به يحقق حتى الآن أفضل نتيجة لأنديتنا في البطولة الآسيوية، وقبلها خسر أمام ذوب اهان في إيران بهدفين مقابل هدف، بعد أن قدم ممثل الإمارات مباراة كبيرة، لا تقلل منها على الإطلاق الخسارة التي مني بها، والحقيقة أن الروح التي أظهرها الصقور، لا تشعر معها إطلاقاً بأن هذا الفريق يخطو أولى خطواته في البطولة، بل يبدو وكأنه خبير بها، مطلع على خباياها، وكل ذلك بالإمكان أن تفعله الروح والإرادة والبحث الواقعي عن الذات، والرغبة في الدفاع عن حلمه بكل ما أوتي من قوة. أما الرسالة الأهم في المباراة الجميلة، فكانت رسالة الجماهير، التي أكدت أنها ليست لاعباً واحداً فقط، سواء كان رقما واحدا أو رقم 12، وإنما هي كل الفريق، لأنها كل الحلم، حيث ملأت جماهير الإمارات المدرجات ورسمت أجمل صورة، ونفذت إدارة النادي حملتها “وياك إماراتي” على أروع ما يكون. أمام الريان القطري، لم نشاهد فقط جماهير تشجع فريقها، وإنما في واحدة من المرات القليلة، شاهدنا للحب صورة، وللدعم عنوانا، وللعرفان شكلا وألوانا. كلمة أخيرة: مثلما تكون المشاركة في بطولة ما قراراً، يكون الطموح أيضاً قراراً، مسوغاته العمل، وبرهانه العطاء. mohamed.albade@admedia.ae