لو تغزل أحدنا في أيامنا هذه بزوجته، وقال لها: ياحبيبتي الشنباء، أو ما أجمل شنبك، أو «يسلملي هالشنب»! فإنها ربما تخلع نعليها بالكعبين المصفحين بالخشب والحديد والألمنيوم لتنهال عليه ضرباً، وفي أحسن الأحوال ربما تخاصمه، لظنها أنه يتهكم عليها ويصفها بالاسترجال لعدم معرفتها بالمعنى الحقيقي للشنباء والشنب. نقول خطأ عن الشارب، أو الشاربين، الشنب، فنخلط بين معنيي الشارب والشنب. جاء في مقاييس اللغة لابن فارس في «شنب» أن الشين والنون والباء أصل يدل على بردٍ في شيء. يقولون: شَنِب يومُنا، فهو شَنِب وشانب، إذا برد. ومن ذلك الثغر الأشنب، هو البارد العذب. وفي «لسان العرب» الشَّنَبُ: ماء ورِقَّةٌ يجري على الثَّغْر؛ وقيل: رِقَّة وبَرْد وعذوبة في الأسنان وقيل: الشَّنَبُ نقط بيض في الأسنان؛ وقيل: هو حِدَّة الأنياب كالغَرْب، تَراها كالمنشار. شَنِبَ شَنَباً، فهو شانِبٌ وشَنيبٌ وأَشْنَبُ؛ والأنثى شَنْباءُ، بيِّنَة الشّنَبِ. وحكى سيبويه: شَمْباءُ وشُمْبٌ. وسُمع الأصمعي يقول الشَّنَبُ بَرْدُ الفم والأسنان، ويقولون هو حِدَّتُها حين تطلع؛ فيراد بذلك حَداثَتُها وطراءتها، لأنها إذا أتت عليها السِّنون، احْتَكَّت، وقيل ما هو إلاّ بَرْدُها. وهو يؤيد قول الأصمعي، لأن اللثّة لا تكونُ فيها حدَّة. واختلفوا في الشَّنَب، فقالت طائفة: هو تحزيز أطراف الأسنان؛ وقيل: هو صفاؤها ونقاؤها؛ وقيل: هو تَفْليجها؛ وقيل: هو طيب نكهتها. وقال الأصمعي: الشَّنَبُ البَرْدُ والعُذوبة في الفم. وقيل الشَّنَبُ في الأسنان أن تراها مُسْتَشْرِبة شيئاً من سواد، كما ترى الشيء من السّواد في البَرَدِ؛ وقال بعضهم يصف الأسنان: مُنَصَّبُها حَمْــشٌ، أَحَـــمُّ، يَزينُـــه عَـوارِضُ، فيهــا شــــُنْبةٌ وغُـروبُ والغَرْبُ: ماءُ الأسْنان.. والظَّلْم: بياضها، كأنه يعلوه سواد. والـمَشانِبُ: الأفْواه الطيِّبةُ. ويقول ابن الأعرابي: الـمِشْنَبُ الغلام الحَدَث، الـمُحَدَّدُ الأسْنان، المُؤَشَّرُها فَتاءً وحداثةً. وفي صفته - صلى اللّه عليه وسلم-: ضَلِيع الفم أشْنَب. الشَّنَبُ: البَياضُ والبَريقُ، والتَّحْديدُ في الأسنانِ. أما الشَّارِبان، فهما ما طالَ من ناحـية السَّبَلة، وبعضهم يسمِّي السَّبَلةَ كلها شارِباً واحداً، وليس بصواب، والجمع شَوارِبُ. وقالوا إنه لعظيم الشَّوارب. وقيل هو من الواحد الذي فُرِّقَ، فَجُعِلَ كل جزء منه شارِباً، ثم جُمِع على هذا. وقد طَرَّ شارِبُ الغلام، وهما شارِبان. الشارِبان ما طال من ناحِـيةِ السَّبَلة، وبذلك سُمّي شارِبا السيفِ؛ وشارِبا السيف: ما اكْـتنف الشَّفْرةَ، وهو من ذلك. والشارِبانِ في السيفِ، أسْفَلَ القائم، أنْفانِ طَويلانِ: أحدهما من هذا الجانب، والآخَر من هذا الجانِب. يقول ذو الرمة: مَا بَالُ عَيْنِكَ منْهَا الْمَاءُ يَنْسَـكِبُ كأنّـهُ مِـنَ كُلى مَفْرِيَّـةٍ سَــــــــرِبُ لا بل هو الشوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنهـــَا مَرّاً سَــحَابٌ وَمَــرّاً بَـــارِحٌ تَـــرِبُ يبدو لعينـيكَ منهــا وهيَ مزمنــةٌ نُـــؤْيٌ وَمُسـْتَوْقَدٌ بَالٍ وَمُحْتَطَــبُ برّاقةُ الجيــــدِ واللَبّاتِ واضحـــةٌ كأنَّها ظبيـــة أفضـــى بها لبــبُ بين النهارِ وبينَ اللّيـلِ من عقــدٍ عَلَـى جوانِبــِهِ الأسْـــبَاطُ وَالْهَدَبْ تريكَ سُنَّةَ وجــــه غيـــرَ مقرفـــةٍ مَلْسَاءَ لَيْــس بِهَا خَــالٌ وَلاَ نَدَبُ تـزْدَادُ لِلْعَيْـنِ إِبْهَاجـاً إِذا سَــفَرَتْ وتحرجث العينُ فيها حينَ تنتقبُ لميــاءُ في شـــفتيها حوَّةٌ لعـــسٌ وفي اللِّثـاتِ وفي أنيابِهــا شــنبُ كَحْــــلاءُ فِي بَرَجٍ صَفــْرَاءُ فِي نَعَـجٍ كأنَّها فضَـــّة ٌ قدْ مسَّهــا ذهــبُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae