عندما تكون قوياً متماسكاً، عندما تكون ناجحاً متميزاً، فإن الحقد والحسد يشوي قلوب المرضى، والأسى والضغينة يكويان ضمائرهم التي لا تكن غير محنة الاحتقان.
رسالة رئيس الدولة وقائد مسيرتها واضحة وجلية وصريحة، لا تحتاج الى بيان أو تبين، وتوجيهاته الى الاجتماع التنسيقي لمجلس الوزراء لا يحتاج الى تأويل أو تفسير، الأمر الذي يضع الأمور في نصابها، يمنع قول واشٍ، أو افتراء مدعٍ، لا يضمر غير العدوانية المقيتة. وشعب الإمارات موحد، واحد، مُتَحِدْ، كل ما تفرزه النفوس المريضة، وكل ما يختلج في القلوب التي عشش فيها لون السواد الى أبد الآبدين. فليس لدينا طوائف ولا أعراق، ولا ألوان، بل إن طائفتنا هي الإمارات، وعرقنا من جذور هذه الأرض الطيبة، ولوننا بلون صحرائها البهية، وثقافتنا هي ثقافة الحب والماء والتراب، ومن يدسون ويحيكون، وينسجون الأقاويل فإنهم لا يتحدثون إلا عن أنفسهم، ولا يبوحون إلا عما يحترق في صدورهم، والإمارات التي صنعت حاضرها بسواعد أبنائها، وشيدت منجزها الحضاري بعقول شعبها الوفي الأبي، الذي لا ينضوي إلا تحت قيادته التي منحته حق العيش الكريم، والبوح الحليم، والأخذ بزمام المسؤولية تجاه نهضة الوطن ورقيه، وتبوؤه أعلى المراتب الحضارية.
سنسمع الكثير، ونقرأ الكثير، ونرى الكثير من مشاهد اللغو والعبث يتناثر هنا وهناك، لكنه لن يتجاوز حدود الزبد الذي يذهب جفاء، ويغيب الى الأبد لأن الواقع الإماراتي من تلاحم وانسجام والتئام بين أبناء الشعب الواحد يدحض كل هذه الادعاءات، ويرفض كل هذه الافتراءات، وشعب أحب وطنه الى حد الذوبان في مائه وترابه، وآمن بانتمائه الى قيادته دون توريب أو تثريب، فإنه لن تحبطه كل ما يُقال، وما يثار من لغط وشطط، ولا يعبر هذا إلا عن انحطاط الذين يسوقون الكذب، ويسوفون ويسفون، ويعتقدون أنهم يستطيعون أن يمرروا إشاعاتهم الكاذبة.
ستبقى الإمارات وطناً واحداً، في قيادة رشيدة، وهبت نفسها لرفعة شأن الوطن، والحفاظ على مكتسبات شعبه ومقدراته الحضارية التي سكنت قلوب المنصفين فأنصفوها، واستقرت في بال المخلصين فأخلصوا في التعامل معها، وستبقى رايتنا بيضاء ناصعة ساطعة تلهب قلوب من يكره السعادة لغيره، وبغض الحياة الهانئة لسواه، وستظل القافلة الخيرة تسير باتجاه بوصلة النماء والتطور رغم أنف من لا يعجبه رقي الآخرين. ستظل القافلة حافلة بالإنجازات المبهرة، مزدهرة زاخرة مورقة بثمار الخير والعطاء.
وسيظل هذا الشعب الوفي منسجماً مع نفسه، متلائماً مع معطيات عصره، متوائماً مع قيادته نحو غايات العلا.


marafea@emi.ae