لم نعرف أمس الأول ماذا نفعل.. نفرح لسداسية الظفرة التي سجلها في صحم العماني، ولفوز الشباب على السالمية، أم نحزن للخسارة القاسية التي نالها الجزيرة أمام سبهان الإيراني بخمسة أهداف مقابل هدف؟ والحقيقة أننا وعلى الرغم من هذا التنازع بين الفرح والحزن، إلا أن الغالب كان حسرة في الحلق، فالخماسية التي نالها العنكبوت غطت على ما عداها، لا سيما وأن الجزيرة الآن هو الواجهة لدورينا، فهو المتصدر، والأكثر إمتاعاً وإقناعاً والأقرب للدوري حسب تأكيدات الآخرين، فكيف نرى كرتنا وذلك حال المتصدر، وماذا بإمكاننا أن ننتظر من غيره إن واجه سبهان؟ أعتقد ويتفق معي الكثيرون، أن دوري الأبطال الآسيوي، وغيره من المسابقات القارية والإقليمية الأخرى، هي الهدف الرئيسي من دورينا، فنحن لا نلعب فقط لنظل هنا نراوح في أماكننا ونتفرج على غيرنا، وإنما نتطلع لثمرة من تخطيطنا وإنفاقنا، وهي الثمرة التي حازها العين يوماً، فقلد الكرة الإماراتية وساماً هو الأزهى على صدرها للآن، كما أن المنتخبات هي الهدف الاستراتيجي الآخر، والأندية بصراعها في القارة دولياً بإمكانها أن تقدم للمنتخبات لاعبين متسلحين بالخبرة، يستطيعون تحمل المسؤولية، فالدوري وحده لن يفيد المنتخب، والدوري وحده ليس الغاية التي يجب أن ينشدها هذا النادي أو ذاك، وإلا سنكون كمن يحرث في الماء، دون أن يرى نتيجة لكده وتعبه. والقول من أي ناد إن هدفه ليس تلك البطولة أو هذه، وإنه إنما يركز على تلك، هو قول غير مقبول بالمرة، وقد نقبله في حالة واحدة، وهي أن يبدأ موسمه بتلك الشفافية، ويقول: لن ألعب مثلاً في آسيا أو في الخليجية لأنني أبني فريقاً أو أنشد الدوري أو الكأس في المرحلة الحالية، أو أن يقول سأكتفي مثلاً بالخليجية فهي الأنسب لقدرات لاعبينا في الوقت الحالي، أما أن يشارك في هذه وتلك، وكلما تفلتت من يديه بطولة، قال: لم أكن أبغيها، فهو أمر غير مقبول، وكان الأولى أن يترك الساحة لغيره، عله يستفيد منها. لا أقصد بذلك فريقاً بعينه، ولكنها نغمة تعلو حيناً وتخفت حيناً آخر، والحقيقة أن ما حدث للجزيرة أمس الأول آلمنا كثيراً، فقد كنا نعول عليه إلى أقصى مدى في أن يصدر الكرة الإماراتية إلى القارة وراهنا عليه بآمال واسعة، ترتكز إلى كتيبة من اللاعبين، عز أن تجدهم جميعاً في ناد واحد، وكان قاسياً أن نستيقظ من أحلامنا على هذه الخماسية القاسية، والتي لا تليق أبداً بفريق في حجم الجزيرة، حتى لو كان المنافس هو سبهان، وحتى لو أقيمت المباراة في إيران. عموماً على الجزيرة أن يتجاوز سريعاً هذه الخسارة القاسية، التي بيده وحده أن يمحوها، ولكن في آسيا أيضاً، عندما يلعب مباراته المقبلة أو عندما يأتيه سبهان إلى هنا. وبعيداً عن الجزيرة، نبارك للشباب فوزه المهم على السالمية الكويتي في الكويت بهدف فيلانوفيا، وللظفرة سداسيته الدافعة على صحم، وللأهلي تقدمه هو الآخر خطوة، بعد انسحاب الأهلي البحريني، وأعتقد أن الأمور في هذه البطولة تسير لصالح الكرة الإماراتية، التي لا زالت حتى الآن تحمل اللقب. كلمة أخيرة قد نقبل الكبوة، ولكننا نأبى السقوط، وفرق بين أن تخسر وأن تنهار.. في الحالتين ضاع منك شيء، ولكن في الأخيرة لابد وأن تلوم نفسك. mohamed.albade@admedia.ae