عندما يظهر أفضل أنديتنا، والذي أذاق جميع الفرق في دورينا الويل، بتلك الصورة المتهالكة والهشة، وهو يواجه فريق سبهان الإيراني، ويسقط بالخمسة “مع الرأفة”، لا أعلم هل أحزن على ما آل إليه الحال، أم أفرح لأن النتيجة جاءت مخففة إلى درجة أن صافرة الحكم أثلجت صدورنا جميعاً، اليوم أصبحت في حيرة واليوم لا أدري إلى من أوجه سهام اللوم. لا يمكن أن ألوم براجا الذي اتفق الجميع على أنه أفضل مدرب مر علينا في السنوات الأخيرة، كما لا يمكن أن ألوم اللاعبين الذين يقدمون مستويات كبيرة في الدوري ويبتعدون عن أقرب منافسيهم بفارق سبع نقاط. كما لا ألوم اللاعبين الأجانب في الفريق، فهم على كفاءة عالية، والدليل المبالغ الكبيرة التي دفعت لهم، لتفوق قيمة عقد أحدهم ميزانية نادي سبهان الذي تلاعب فينا وأبكى مآقينا، ولا أحمل الجهاز الإداري في الفريق مسؤولية الخسارة فهم يقومون بتهيئة الظروف الملائمة ويبذلون الجهود الجبارة. ولا ألوم الاتحاد الآسيوي الذي منحنا ثقته، وفي حقيقة الأمر ورطنا، وأتاح لنا التواجد في دوري أبطال آسيا بأربعة مقاعد ونحن في أفضل الأحوال لا نستحق المقعد الواحد، ومكاننا الصحيح بناء على نتائجنا ومستويات فرقنا هو كأس الاتحاد الآسيوي، فربما ننافس في بطولة كتلك وأيضاً هذه فيها شك. ولا ألوم الإعلام والوجوه المتلونة التي شاهدتها وسبحان الله، بمجرد النظر في عيني الشخص تستطيع أن تعرف ذلك الذي يعتصر قلبه ألماً ويحزن لحزنك، وذلك الذي لا يعنيه سقوطك من قريب أو بعيد، ومن هذه الوجوه شاهدت أحدهم يحاول إظهار حنقه بطريقة مصطنعة وتخونه الابتسامة والثاني يحاول غشنا بطريقة قميئة، والثالث يلف ويدور حول عيوبنا، والرابع يداري على أخطائنا وصدق من قال “لا يشعر بالجرح إلا من به ألم”. ولا ألوم دورينا أو دوري “المليار” وهي المسابقة التي نبذل من أجلها كل غالٍ لكي نتحصل في النهاية على الدرع المقدمة من “اتصالات”، لتنطلق بعدها المسيرات وتقام الأفراح والليالي الملاح، ولا ألوم الاحتراف أو الطريق الأقصر إلى النجاح، ولكن ألوم نفسي لأنني دعوت الناس للتشاؤم وفي غفلة منهم تفاءلت، فقد ظننت أن الليالي إياها قد ذهبت والأيام التي نرتجيها اقتربت واليوم اعتذر للجميع وأقول آسف لقد كذبت. في الختام: ما هو الأشد مرارة؟ هل هي الخسارة أم ذلك الذي قال: لا تعيبوا على الجزيرة بسبب تلك الهزيمة المذلة، فقد خسر ريال مدريد مثله، لقد قال وصدق، فلا تحزنوا إذن دعونا نصفق. Rashed.alzaabi@admedia.ae