يقال «صاحب الحاجة أرعن» أي أهوج ويوصم كل فعل أهوج بالرعونة. رعن: الراء والعين والنون أصلان: أحدهما يدلُّ على تقدُّم في شيءٍ، والآخر يدلُّ على هَوَج واضطراب. فالأول الرَّعْن: الأنْف النادر من الجبَل. وسمِّيت البَصرة رعناءَ لأنَّها تشبّه برَعْن الجبل. وهو قولُ الفرزدق: لولا ابنُ عُتبةَ عمروٌ والرّجاءُ لـه ما كانت البَصرة الرَّعناءُ لي وطَنا ورَعَنَتْهُ الشمسُ فهو مَرْعونٌ، أي مسترخٍ. والرَعْنُ أنف الجبل المتقدّم، والجمع الرُعونُ والرِعانُ، ثم يشبَّه به الجيشُ فيقال: جيشٌ أَرْعَنُ. والرُّعُونة: الحُمْقُ والاسْتِرْخاء. رجل أَرْعَنُ وامرأَة رَعْناء بَيِّنا الرُّعُونة والرَّعَن أَيضاً، وما أَرْعَنه، وقد رَعُن، بالضم، يَرْعُن رُعُونة ورَعَناً. وقوله تعالى:»يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ» البقرة - 104. قيل: هي كلمة كانوا يذهبون بها إلى سَبِّ النبي، صلى الله عليه وسلم، اشْتَقْوه من الرُّعُونة؛ قال ثعلب: إنما نهى الله تعالى عن ذلك لأَن اليهود كانت تقول للنبي، صلى الله عليه وسلم، راعنا أَو راعونا، وهو من كلامهم سَبٌّ، فأَنزل الله تعالى:«لا تقولوا راعنا وقولوا انْظُرنا»؛ قال ابن سيده: وعندي أَن في لغة اليهود راعُونا على هذه الصيغة، يريدون الرُّعُونة أَو الأَرْعَن، وقد قدَّمت أَن راعُونا فاعِلُونا من قولك أَرْعِنِي سَمْعَك. وقرأَ الحسن: لا تقولوا راعِناً، بالتنوين؛ وقال ثعلب: معناه لا تقولوا كَذِباً وسُخْريّاً وحُمْقاً، والذي عليه القراءة راعنا، غير منوَّن؛ وقال الأَزهري: قيل في راعنا غير منوَّن ثلاثة أَقوال، ذكر أَنه يفسرها في المعتل عند ذكر المراعاة وما يشتق منها، وهو أَحق به من ههنا، وقيل: إن راعنا كلمة كانت تُجْرَى مُجْرَى الهُزءِ، فنهي المسلمون أَن يلفظوا بها بحضرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وذلك أَن اليهود لعنهم الله كانوا اغتنموها فكانوا يسبون بها النبي، صلى الله عليه وسلم، في نفوسهم ويتسترون من ذلك بظاهر المُراعاة منها، فأُمروا أَن يخاطبوه بالتعزيز والتوقير، وقيل لهم: لا تقولوا راعنا، كما يقول بعضكم لبعض، وقولوا انظرنا. والرَّعَنُ الاسترخاء. ورَعَنُ الرحلِ: استرخاؤه إذا لم يحكم شدّه؛. قوله: رحلة فيها رَعَنٌ أَي استرخاءٌ لم يحكم شدّها من الخوف والعجلة. ورعنته الشمسُ: آلمت دماغه فاسترخى لذلك وغُشِيَ عليه. ورُعِنَ الرجلُ، فهو مَرْعُون إذا غُشِيَ عليه؛ وأَنشد: باكَرَهُ قانِصٌ يَسْعَى بأَكْلُبِه، كأَن من أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ أَي مَغْشِيٌّ عليه؛ والرَّعنُ الأَنف العظيم من الجبل تراه مُتَقَدِّماً، وقيل: الرَّعْنُ أَنف يتقدم الجبل، والجمع رِعانٌ ورُعُون، ومنه قيل للجيش العظيم أَرْعَنُ. ويقال: الجيشُ الأَرْعَنُ هو المضطرب لكثرته؛ وقد جعل الطِّرِمّاحُ ظلمةَ الليل رَعُوناً، شبهها بجبل من الظلام في قوله يصف ناقة تَشُقُّ به ظلمةَ الليل: تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ الليلِ عنها إذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ وجبل رَعْنٌ: طويل؛ قال رؤبة: يَعْدِلُ عنه رَعْنُ كل صُدِّ . قال الفرزدق: لولا أَبو مالِكِ المَرْجُوُّ نائِلُه ما كانت البصرةُ الرَّعْناء لي وَطنا ورُعَيْنٌ: اسم جبل باليمن فيه حصن. والرَّعْناء عنب بالطائف أَبيض طويل الحب. Esmaiel.Hasan@admedia.ae