سجل الإسباني يستى لاعب الوصل هدفاً في مرمى العين من نقطة منتصف الملعب، عندما كان لاعبو العين، يعودون إلى مواقعهم، بعد الاحتفال بهدف التعادل، وكان الحكم إبراهيم المهيري يملك الشجاعة والإدراك التامين بالقوانين فاحتسب الهدف دون تردد وسط احتجاجات لاعبي العين على شرعية الهدف. وبعد نهاية المباراة، أجرت قناة أبوظبي الرياضية اتصالاً بالحكم الدولي السابق محمد عمر، من أجل الحصول على فتوى تحكيمية، حول صحة الهدف لتكون سبقاً للقناة التي تحظى بمتابعة كبيرة بين الأوساط الرياضية في الدولة. وبشجاعة الحكم وإدراكه نفسيهما بالقوانين، وهو ما لا نختلف عليه بالنسبة لحكم معتزل بحجم محمد عمر، ودونما تردد قال أن الهدف ليس صحيحاً، بسبب وجود لاعب العين علي الوهيبي في دائرة المنتصف، وهو ما يلغي أي شرعية للهدف. وبمجرد سماع الفتوى من حكم سابق يثق الشارع الرياضي كثيراً بثقافته التحكيمية، انطلقت سهام النقد تجاه الحكم إبراهيم المهيري وبدأت سياط الجماهير التي لا ترحم تجلد لجنة الحكام وقيامها بإسناد إدارة المباراة إلى الحكم الصاعد قليل الخبرة. وأمس الأول أكد برلمان الحكام صحة الهدف وتمت الإشادة بقرار الحكم ولكن بعد ماذا؟ بعدما لاكته الألسن نقداً وتجريحاً، وبعد أن تهكم الكثير من الناس على القرار، وبعد أن التهمته نيران الجماهير المشحونة والغاضبة، وبعدما سلم البعض أن “الضرب في الميت حرام” والميت الذي بين القوسين هو التحكيم الإماراتي بكل تأكيد. فهل يعلم محمد عمر كم تضرر زميله من الفتوى السريعة التي أصدرها على الهواء؟ وكم حمل من أوزار كل كلمة نقد، سواء كانت محترمة أو بذيئة قيلت في حق لجنة الحكام؟ وهل يدرك أن السبق الإعلامي لا يكون إلا بعد الرجوع، والتأكد من فحوى القوانين، والسبق الذي يتم بناءه على معلومات غير دقيقة وصحيحة يضر بمصداقية القناة والمحلل في آن واحد. يقال إن محمد عمر تراجع عن موقفه فيما بعد، وأقر بصحة الهدف في فتوى لاحقة، وأنا شخصياً سمعت الفتوى الأولى ومتأكد أن الكثيرين سمعوا الأولى فقط مثلي تماماً، وكتبوا عريضة الاتهام بحق الحكم إبراهيم المهيري على ضوئها، ولا أعلم كم الذين قرأوا أن لجنة الحكام أقرت بصحة الهدف، ولكنني متأكد أن هناك أناس لا تزال تعتقد أن الهدف غير صحيح، واللعبة لم تكن سليمة؛ وذلك لأنهم باختصار لم يسمعوا سوى تلك الفتوى القديمة. رسالتان في الختام الأولى للمحلل لا تصدر الحكم إلا عندما تقتنع، والثانية للمشاهد لا تصدق كل ما تسمع. Rashed.alzaabi@admedia.ae