القرار الذي أصدره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، بتعيين مساعد مدرب مواطن للفريق الأول لكرة القدم، في جميع أندية وشركات كرة القدم في دبي، اعتباراً من الموسم المقبل وكذلك تأكيده على ضرورة قيام الأندية وشركات كرة القدم بتأهيل كوادر وطنية على قدر عالٍ من الكفاءة لتولي المهام الفنية والإدارية في الأندية، هو قرار جاء في وقته تماماً، بعد أن أثبت مدربونا أن بإمكانهم أن يفعلوا الكثير، وبعد أن وقفت كثير من الأندية موقف المتابع فقط، دون أن يكون هناك حراك حقيقي لدعم الطفرة التي نراها على هذا الصعيد، فكان لابد من قرار يلتزم به الجميع، ويصب في صالح تلك الشريحة، التي حققت لكرتنا ما لم يحققه الكثيرون من أصحاب القبعات الذين نتعاقد معهم بعشرات الآلاف من الدولارات دون أن يحققوا المردود الذي نتمناه. وفي مناسبات عديدة، تحدثنا عن أمر المدرب المواطن، وضرورة أن يحصل على فرصته كاملة، ولكن في كل مرة، لم يكن الأمر يتجاوز حدود الحديث و«السوالف»، وكان المنطق الدائم حينما ننادي بقرارات تنظم حال الكرة، هو أنه لا يمكن إجبار الأندية على فعل ما يريده الاتحاد أو حتى الهيئة العامة أو اللجنة الأولمبية، وغيرها من المؤسسات السيادية، المنوط بها التخطيط للعبة وللألعاب كافة. وقرار سمو الشيخ حمدان بن محمد، ليس مجرد قانون تم تعميمه، لكنه في المقام الأول رسالة إلى كافة الأندية، بأن عليها أن تتابع بعين المصلحة العامة، وأن تنغمس في المشهد الرياضي، دون أن تكتفي في موقف المتفرج، وقد كان واجباً عليها في ظل الطفرة التي شهدناها على صعيد المدرب المواطن أن تترجم من جانبها هذا التفوق إلى موقف يعطي أبناء البلد حقهم، ويضع المسؤولية على عاتقهم، طالما أنهم أثبتوا أنهم أهل لها. وعطاء المدرب المواطن، فوق أن نداريه، فهو ممتد في أكثر من فريق، فمهدي علي صنع للكرة الإماراتية ما لم يصنعه مدرب غيره، ففاز مع منتخب الشباب بكأس آسيا، وتأهل به إلى كأس العالم وأبلى فيه بلاءً حسناً، وفاز بخليجي المنتخبات الأولمبية، وتوج مشواره حتى الآن، بالفضية الآسيوية التاريخية في الصين، ولا زال يقوم بواجبه بكل شجاعة ونجاح، وعلى دربه هناك الكثير من المدربين القادرين على إفادة الأندية، مثلما هو حالهم مع المنتخبات، فلدينا عيد باروت، ولدينا علي إبراهيم، وبدر صالح، وأستاذ هذا الجيل جمعة ربيع، والكثير من الأسماء التي كانت بحاجة إلى قرار كذلك، ينهي احتكار المدربين الأجانب للدفة الإدارية في أنديتنا، فقط لأنهم أجانب. والآن، أصبحت الكرة في ملعب المدربين، الذين عليهم أن يردوا الدين لصاحب هذه اللفتة وللكرة الإماراتية، بالمزيد من العمل، فهم وحدهم من سيفعل القرار، وهم وحدهم من بأيديهم الدفاع عن هذا المكتسب الذي تحقق بقرار لكن العمل والعمل وحده هو ما يضمن النجاح والاستمرار. كلمة أخيرة: قرارات الكبار.. لا تصب في صالح شخص أو هيئة، وإنما في صالح الدار.. دارنا. mohamed.albade@admedia.ae