لا ينبغي أن تأخذ قضية انتقال اللاعب عامر مبارك من النصر إلى الأهلي في صفقة مجانية أكثر من أبعادها طالما أننا ارتضينا السير في طريق الاحتراف، فهذا العالم لا يعترف بشعارات أو عواطف ولكنه قائم على العقود واللوائح التي أتاحت للاعبين ما كانوا محرومين منه في السابق، وطالما أن عقد عامر ينتهي بنهاية الموسم الحالي فيحق له التوقيع لأي ناد قبل ستة أشهر من نهاية العقد. ولعل النصر يلام على عدم تقرير علاقته مع اللاعب قبل هذه المدة وحسم مصيره طالما أن بطاقته كانت ملكاً للنادي، وكان في أسوأ الأحوال قادراً على الاستفادة المادية من بيع البطاقة خلال فترة الانتقالات الشتوية بدلاً من ذهابه إلى الأهلي في صفقة لم يكسب منها ناديه الأصلي درهماً واحداً. ولكنني أعذر المسؤولين في نادي النصر الذين كانوا يراهنون على ولاء اللاعب لناديه الذي ترعرع بين جنباته، كما أننا لا نزال حديثي عهد بعالم الاحتراف والعقود، ولكن هذه القضية يجب أن تكون درساً للجميع من أجل دراسة عقود اللاعبين وحسم الأمور بشكل مبكر حتى لا تكون الأندية هي الطرف الخاسر ويكون اللاعب هو المستفيد الأكبر. هذه القضية تفتح أمامنا ملفاً حول قدرة الأندية على التعامل مع اللاعبين وعقودهم بحرفية ومهارة ينبغي أن تكون موجودة عند مراجعة عقودهم، ونرى جميعاً كيف أن الأندية الأوروبية تبادر إلى تجديد عقود اللاعبين قبل انتهائها بفترة طويلة وقد تصل إلى موسمين أو تعرضهم للبيع في الوقت المناسب وقبل أن يصبح اللاعب حر نفسه ويقرر الانتقال إلى أي مكان دون الرجوع إلى ناديه الأصلي. وتشكل المبالغ المحصلة من صفقات انتقال اللاعبين مصادر دخل مهمة للأندية المحترفة، وبالتالي من المفترض أن تمتلك الأندية عناصر إدارية قادرة على التفاوض الناجح من أجل الحفاظ على حقوق النادي، ومن أجل الحصول على مصدر دخل مهم يستفيد منه في تدعيم الفريق بلاعبين جدد. هذه هي ضريبة الاحتراف التي يجب على جميع الأندية أن تدفعها، فكرة القدم تحولت إلى سوق والعملية أصبحت خاضعة لقانون العرض والطلب، ويحسب لإدارة النصر أنها لم تزايد على اللاعب وتمسكت بالمبدأ والسعر الذي وضعته لتجديد العقد، لأن المزايدة من مختلف الأطراف هي السبب في تضخم الأسعار ووصولها إلى أرقام مبالغ فيها حتى تدخل في خانة اللا معقول. في الختام انتهى زمان كان فيه الولاء للقميص والشعار، وجاء الاحتراف الذي جعل هذه المفاهيم تتغير وأصبح اللاعب يوجه ولاءه للذي يدفع أكثر. Rashed.alzaabi@admedia.ae