يحمل اجتماع «ياس» الذي نظمته الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي لدعوة صناع القرار للجلوس والتفكر حول الوضع الحالي للتوطين، وعمل التوصيات بشأنه وتحديد تنفيذها مع جميع الجهات المعنية بالأمر، دلالات كبيرة ورسائل واضحة وصريحة لجميع المديرين ومسؤولي التوظيف في القطاعات المختلفة إلى إعادة الحسابات، وضرورة التركيز في الفترة المقبلة على الكوادر المواطنة والعناصر الفاعلة، ومنحهم الفرص الكافية للتطوير والإبداع والأولويات في التعيين، وذلك للمساهمة في التنمية الحضارية التي تشهدها الدولة على مختلف الصعد. والآن وبعد مباركة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني ونائب رئيس المجلس التنفيذي لجائزة التوطين، وتعليماته بتضمينها في إطار جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز كفئة خامسة تمنح للجهات الحكومية التي تحقق أعلى نسبة في التوطين، سيدفع بالجهات الحكومية لزيادة تمثيل المواطنين في القوى العاملة لديها، وتخلق المنافسة فيما بينهم لزيادة أعداد الكوادر المواطنة. وهذه الجائزة السامية للهدف السامي الذي وضعته الحكومة نصب عينها، ودفعت بقطاعاتها للمنافسة على تعيين المواطنين وتدريبهم ستكون من نصيب من، خلال الدورة المقبلة للجائزة؟ وأي من الجهات التي بدأت بوضع خططها لتنفيذ توصيات الاجتماع، والعمل على استقطاب الكفاءات الشابة من المواطنين؟.. ويعتبر التوطين اليوم هدفاً وطنياً للإمارات، لأنه يحظى بدعم مستمر من القيادة الرشيدة للدولة والتي تسعى دائماً إلى تعزيز مشاركة القوى العاملة من المواطنين في سوق العمل بالدولة، وتعزيز روح الانتماء والولاء لكل مواطن ومواطنة، من خلال خلق كوادر وطنية قادرة على أخذ زمام أمور التنمية في أرضنا الحبيبة. ولاشك أن التوطين يمثل جزءاً لا يتجزأ من أمننا الوطني، وجزءاً مكملاً لاستثمارات التعليم في أبناء الوطن وحقاً من حقوقهم، حيث يلعب التعليم دوراً أساسياً في تعليم وتأهيل مواطني دولة الإمارات لاكتساب المهارات اللازمة لتحليل وحل المشكلات ومواجهة التحديات، ومن الضروري تخريج الكوادر البشرية التي تمتلك القدرات اللازمة لتحقيق النجاح.. وأتمنى أن تكلل الجهود بطلب خطط لبرامج التوطين من جميع القطاعات والجهات المختلفة وتقديمها خلال فترة وجيزة للأمانة العامة، وذلك لضمان تنفيذ رؤية القيادة وتحقيق تطلعاتها في التنمية البشرية وبناء الإنسان المواطن القادر على مجابهة الصعاب والوقوف على متطلبات الفترة المقبلة من الجد والاجتهاد. التوطين لا يعني التعيين وإيجاد فرص عمل للمواطنين فقط، ولكن التوطين له معنى أوسع وأشمل وهو العمل على إيجاد الكوادر المواطنة القادرة على المشاركة في عملية التنمية، والتي تساهم في عمليات صنع القرار والتي تستطيع أن تطور وتبدع وتبتكر وتحقق الإنجازات المختلفة في القطاعات العامة والخاصة، وكل ذلك سيتحقق في حال تركيز الجهات على تأهيل وتدريب العناصر المواطنة التي تعمل لديها وجعلها قادرة على استقطاب كفاءات مؤهلة تغنيها عن الاعتماد على الكوادر غير الوطنية. وأخيراً... ما يبقى السؤال، أي جهة سيكون لها نصيب في الجائزة هذا العام؟