قضى عشاق المنتخب البرازيلي ليلة سعيدة وهم يتابعون نجومهم يرقصون السامبا ويصعدون للقاء هولندا في رُبع نهائي المونديال، بعد أن تخطوا عقبة تشيلي بثلاثية جوان وفابيانو وروبينيو. وبدا واضحاً أن نجوم البرازيل يستعيدون بريقهم تدريجياً، باعتباره رمزاً للموهبة الحقيقية في عالم كرة القدم. وأهم ما يميز المنتخب البرازيلي هو أنك لا تعرف من أين يأتي الخطر، فإذا نجحت في مراقبة المهاجمين، فخط الوسط بقيادة كاكا قادر على أن يصنع الفرق، وإذا ضاقت بالفريق السُبل، قام المدافعون بالواجب، وأثبتوا أن الخطر يمكن جداً أن يأتي من الخلف! إنه فريق لا يلعب كرة القدم كـ “تأدية واجب”، بل من أجل المتعة احتراماً لجماهيره ولمنافسيه. ووداعاً تشيلي .. ووداعاً فالدي. أهم من فوز هولندا على سلوفاكيا وتأهلها لربع النهائي، تلك العودة القوية لنجمها الكبير إريين روبن نجم بايرن ميونيخ والذي سجل واحداً من أجمل أهداف المونديال، وأثبت أنه قوة هائلة لا يمكن أن تستغني عنها الطاحونة الهولندية. ومن يدري، فربما ساعد روبن منتخب بلاده على تحقيق حلم طال انتظاره، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من اعتلاء عرش العالم في نهائي 1974 ونهائي 1978 . ولم يشفع للفريق الهولندي في المناسبتين ذلك المستوى الرائع الذي ظهر به وتطبيقه الكرة الشاملة التي باتت ماركة مسجلة باسم الهولنديين. شخصياً أتمنى أن يحالف التوفيق منتخب اليابان أمام باراجواي الليلة ليواصل مشواره الى رُبع النهائي بعد أن قدم الفريق صورة رائعة للكرة الآسيوية بأدائه الجماعي والانضباط التكتيكي للاعبين وكأنهم “مبرمجون”، ولو حدث وتأهلت اليابان فإن الكرة الأفروآسيوية تكون قد حققت إنجازاً رائعاً بفوزها بمقعدين ضمن الثمانية الكبار في المونديال. ومشوار الألف ميل المونديالي يبدأ دائماً بخطوة! باتت أخطاء التحكيم واحدة من الظواهر التي تشوه وجه المونديال، وتأكدت الجماهير أن الحكام مهما بلغت مكانتهم معرضون للخطأ، فهم بشر يسقطون في فخ التقديرات الخاطئة، وما حدث في المونديال حتى الآن يعد بمثابة رسالة لمن يهمه الأمر في كل ملاعبنا العربية مفادها “من شاف بلاوي الحكام هانت عليه بلوته”. وستبقى كرة القدم دائماً لعبة أخطاء سواء للاعبين أو المدربين أو الحكام. بالتأكيد فإن الاحتجاجات على قرارات التحكيم لا يمكن أن تغير أو تبدل من تلك القرارات. والشكوى لغير الله مذلة! issam.salem@admedia.ae