للمرأة يوم.. وللرجل أيام، حتى يوم المرأة هذا جاء لصالح الرجل، الذي بات يتحسر على حظه في باقي أيام السنة!! ونسي أنها ذكرت عندما أسقطها من بعض حسباته، يوم لها وأيام لك أيها الرجل فلا تحزن فقط تذكر أنك كنت ضمن من منحها هذا اليوم. ولا أعلم حقا لم يستنكر بعض الرجال انفراد المرأة بيوم أو اثنين؟ هذا إذا وضعنا في الحسبان يوم الأم، ومن الطبيعي أن يقدم بعض الرجال نفسهم كضحية لهذه المرأة! التي برأي بعضهم أنها أخذت أكثر مما تستحق! يومان في السنة لك أيتها الملكة، وهذا الرجل المسكين لا يملك في السنة حتى ساعات، سبحان الله!. ورغم أن هذا اليوم هو للمرأة فلا يمكن أن يغيب الرجل، فإن لم يكن هو السبب فمن المؤكد هو الدافع والمحرض الرئيسي لوجود هذا اليوم، وتأتي قصة هذا اليوم عندما احتجت الآلاف من عاملات النسيج الأميركيات في نيويورك ضد ظروف العمل التي كن يجبرن عليها في عام 1857 ونجح هذا الاحتجاج في تشكيل أول نقابة للمرأة للعاملات في حياكة النسيج في أميركا، وجاءت الخطوة الثانية في الثامن من مارس عندما خرجن مرة أخرى في مسيرة أطلق عليها «الخبز والورد» مطالبات بتخفيض ساعات العمل وحق الاقتراع ووقف تشغيل الأطفال. وشكلت مظاهرات الخبز والورود الحركة النسائية «سوفراجيستس» وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأميركية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909، واعتمدته الدول الأوروبية في المؤتمر النسائي العالمي الذي عقد في كوبنهاجن بالدانمارك عام 1910. وفي العام 1977 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار لها جميع الدول الأعضاء لتخصيص يوم الثامن من مارس للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي. لم يخرج الرجل في مسيرات، كما فعلت المرأة، ولم تخرج المرأة لأنها ضعيفة بل لأنها قوية لتكون امرأة عاملة .. وأماً .. وربة منزل، باختيارها أو بسبب الظروف كانت دوما موجودة. سواء كانت داخل مملكتها أو خارج أسورها أثبتت ومازالت تثبت أنها بأقوالها وأفعالها قد كسرت كل الصور النمطية. هي تخطت ومازالت تتخطى تلك النظرات المحدود ليس منك وحدك أيها الرجل، لكن حتى من بعض قريناتها ممن سلمن بأوضاعهن أو وضعن تحت حكم العادات البالية. هي لا تغرب بالمساواة، فالمساواة ليست واردة إلا في الحقوق، لا تحلم المرأة برياضة بناء الأجسام ولكنها تتوق إلى بناء الأجيال. وأنت لست الجلاد بل الحامي والمحامي والذي ساعدها على الخروج من شرنقتها، أنت جزء من ذاتها وهي أجمل ماتملك ذاتك. فتقديرنا يأتي للآخر هو انعكاس لما نراه في أنفسنا، وينبع من إنسانيتنا تجاه كل ما ينبض. ameena.awadh@admedia.ae