انشغل الرأي العام في الإمارات الأيام الماضية بتبادل الرسائل عبر البلاك بيري والبريد الالكتروني حول موضوع «طلب الإعفاء المقدم من قبل المجلس الوطني إلى رئيس المجلس والسادة الأعضاء» فيما يتعلق بدفع المخالفات المرورية، وقد كان تفاعل الناس غريبا ومفاجئا وسريعا.. ويبدو أن حملة البلاك بيري دلت على غيظ مكبوت في دواخل الناس وكأنهم «ما صدقوا» العثور على سبب ليقولوا كل ما يجول في خواطرهم تجاه اشخاص كانوا يتأملون فيهم ومنهم الكثير لكن رياح الاعضاء سارت بعكس ما اشتهت سفن الناس.
كانت الحملة ضد رئيس المجلس الوطني قوية، أما الاهم من ذلك فإنه ولأول مرة يلجأ الإماراتيون إلى النكتة كشكل من أشكال التعبير عن الرأي، وهي طريقة متبعة على اية حال في كثير من المجتمعات وتأخذ أشكالا مختلفة كرسوم الكاريكاتير والمسرحيات الفكاهية والافلام الكوميدية، وهو ما برع فيه اخواننا المصريون بشكل لافت عبر تاريخهم.
على أية حال لقد تم تفنيد الموضوع من قبل اهل العلم والدراية، بغض النظر عن تفهم الناس لمبررات الاعفاء أو بقاء استيائهم على ما هو عليه، فان الأكثر اهمية قد حدث بالفعل، وصار معلوما للجميع أن الناس في الامارات يستكثرون على اعضاء المجلس الوطني مسألة الاعفاء من دفع المخالفات المرورية.
هل احرج المجلس الوطني جراء ما حدث ؟ لا نتمنى للمجلس الاحراج ابدا فهو أحد منجزاتنا الوطنية الكبرى، لكننا نرى فيما حدث زوبعة صغيرة اثارت التساؤلات وحركت المياه الراكدة في المجتمع من جهة وفي اطار علاقة الناس بالمجلس واعضائه من جهة أخرى.

ayya-222@hotmail.com