خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الخميس الماضي عددا من الأدباء والشعراء العالميين المشاركين في مهرجان” طيران الإمارات للآداب2011” القى الأديب والشاعر الصيني ليان يانج قصيدة باللغة الصينية مجاراة لقصيدة “ياخليفة” لسموه، وهي القصيدة المغناة التي يترنم بها أبناء هذا الوطن، وهم يشدون بحب قائد المسيرة خليفة الخير حفظه الله.
وكان هذا الموقف مناسبة أسعدت معها تواجد اللغة العربية وآدابها وفنونها في أرض المليار بشر، وقد تابعنا قبل أيام إعلان جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الخامسة فوز المستعرب الصيني تشونج جي بجائزة شخصية العام الثقافية، “ تقديراً لما قدمه لأكثر من نصف قرن في حقل تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية بدول الشرق الأقصى”.
وقد كان القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ببصيرته الثاقبة أول قائد عربي يولي اهتماماً خاصاً بموضوع نشر تعليم اللغة العربية في بلاد الصين، بتبرعه عام 1995، لبناء مركز الشيخ زايد لتدريس اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين .
كما تابعت مؤخراً وضع مقاطعة “نانج هو” الواقعة جنوب غرب الصين خطة تمتد حتى 2020 للتوسع في تدريس اللغة العربية.
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماعات “الوزاري الخليجي” في أبوظبي مؤخراً التقيت صحفيين صينيين من فضائية صينية تبث باللغة العربية يتحدثون لغتنا بطلاقة. وعندما سألتهما عن مكان دراستهما للغة العربية فاجآني بأنهما درساها في مدينة شنغهاي الحاضرة الاقتصادية للصين . حيث بلغ تدريس لغة الضاد في جامعة الدراسات الدولية بها الى مستوى منح درجة الدكتوراه في تخصص اللغة العربية والأدب العربي.
ويعتبر عبد الرحمن نا تشونج أول من بدأ تدريس اللغة العربية في جامعة صينية، عام 1943، بعد تخرجه من جامعة الأزهر ، وألف أول كتاب لتعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية، كما بدأ للمرة الأولى في عام 1945 يحاضر بطلبته حول التاريخ العربي الإسلامي في الجامعة المركزية ببكين ، والتي اصبح اسمها حاليا” جامعة نانجينج”.
كما تعد جامعة بكين أول جامعة صينية تنشئ تخصصاً للغة العربية عام 1946، عندما استقدمت محمد ما كين الذي تخرج في جامعة الأزهر، لإنشاء شعبة للغة العربية في قسم اللغات الشرقية لديها .
واليوم هناك طفرة في الدراسات العليا لتخصص اللغة العربية والأدب العربي في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين وجامعة بكين وجامعة الدراسات الدولية بشنغهاي وجامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية ومعهد اللغات الأجنبية لجيش التحرير الشعبي الصيني والمعهد الثاني للغات الأجنبية في العاصمة بكين.
الشاهد في الأمر أن صين المليار والثلاثمائة مليون نسمة، وثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أن أزاحت اليابان من الصدارة، اعتمدت على أبنائها في تدريس لغة الضاد، وغيرها من اللغات الحية في معاهدها وكلياتها وتبني تجربتها الخاصة في الألسن، فهل نستفيد من الدرس؟!.


ali.alamodi@admedia.ae