منذ أن تفجرت الأحداث الدامية على الأرض الليبية هرعت مؤسسة الخير، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الإنسانية إلى الحدود الليبية المصرية لإغاثة المنكوبين ومساعدة الملهوفين الذين اخترقت نيران التيه نفوسهم وأرهفت قلوبهم وقبل أن تصل بلدانهم كانت قوافل الخير تخيم هناك مستعينة بهبة الإرادة الإماراتية، وما تتأزر به من صلابة الإيمان بأهمية أن يؤازر الإنسان أخاه، وأن يعضده ويسانده ويرفع عنه الضيم والضنك، وأن يكاتفه في محنته ويدفع عنه أذى الأشرار والمتأبطين حقداً ونكداً.
سيارات إسعاف لنقل الجرحى والمرضى وشاحنات الغذاء من مأكل ومشرب للذين علقوا عند حدود الألم، والذين باغتهم الجرح الدامي في ليبيا والذين داهمهم الضياع عند ضلوع الصحراء المصهدة.
الإمارات ممثلة بمؤسسة محمد بن راشد الخيرية طارت على جناح الرحمة لمواجهة الجوع والعطش، ولإسعاف البشر الذين تحولوا بقدرة قادر إلى كائنات هائمة وسط أجواء غائمة ومعتمة يفترشون العراء ويلتحفون السماء ولا معين غير الصبر، ولكن من عادة أهل بلادنا والقيم السامية التي تربوا عليها وجد هؤلاء الأيدي التي تمتد إليهم ونحوهم ليقول لهم أصحاب القلوب الخضراء نحن هنا فلا تيأسوا ولا تبتئسوا نحن هنا أبناء زايد الخير وخليفه النجيب، نجيب هنا على أسئلتكم ونقف عند حاجاتكم ونطارد خوفكم، نحن هنا بعون الله وتأييد ابن راشد سنكون معكم ولن نتخلى عن مسؤولياتنا الإنسانية، ولن نتوقف عن بذل كل ما نملك من أجل إسعادكم، ومن أجل إنقاذكم ومن أجل الوصول بكم إلى بر الأمان.
فإذا كانت بنادق الشر قد هيضت مضاجعكم، فإن سواعد الخير سوف تقف حائلاً دون تعاستكم وسوف تصلون إلى مآلاتكم سالمين غانمين بإذن الله تعالى، فكما أن للشر مكاناً في الأرض، فإن للخير أمكنة وأزمنة لا تنتهي ولا تنتفي، سنكون بينكم ومعكم إلى أن تنتهي هذه الغمة وتنقشع الغيمة، ويبدأ الصباح صباح ليبيا يفرش ضياء سلامة على الصدور ويملأ الثغور.. إمارات الخير المؤيدة بعزة الله وجلاله المؤزرة بأحلام شعب محب عاشق الثغور الإنسانية تقوم بواجباتها الإنسانية بطواعية القلوب الرحيمة وعفوية النفوس التي تعمل بجد واجتهاد ولا تريد من وراء العطاء لا جزاء ولا شكورا، إنما تفعل ذلك بسجية المؤمنين أن الكون خيمة واحدة ومتى ما اشتكى منه جزء فلابد أن تتداعى سائر الأجزاء وأن يتواصلوا وأن يؤصلوا الأحلام إلى واقع يقوم على التفاعل والتواصل والتكامل، والتعامل بالحسنى ويقظة ضمير.. مساحة ضوئية رائعة تنثرها الإمارات في أرجاء العالم فيتلقفها الناس أجمعون بقلوب راضية مرضية وعرفان بالجميل.


marafea@emi.ae