المقابلة التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مع الـ”سي إن إن”، لم تكن مثل أغلب المقابلات التي تجرى مع الشخصيات والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين، فقد برزت خلالها جوانب مهمة من مواصفات القادة الذين يضعون لمسات غير عادية على اقتصاد بلدانهم، وعلى المنظومة الاقتصادية العالمية. ففي اقتصاد اليوم، أصبح التخطيط السليم والتنفيذ الدقيق للأفكار والرؤى مع توفير عناصر نجاحها، أهم العناصر لبناء أي نظام اقتصادي ناجح، يبحث عن موقع متميز على الخريطة العالمية، ولكنّ هناك عنصراً آخر قد يكون أكثر أهمية من كل ذلك، كان بارزاً في المقابلة الأخيرة، وهو الثقة الكبيرة التي تمتلكها الشخصية القيادية فيما تفعله وتقوله، وفي قدرتها على تحقيق تلك الإنجازات، تلك الثقة التي ما تلبث أن تضيء الطريق أمام كل العاملين في تلك المنظومة بمختلف مستوياتهم وفئاتهم ووظائفهم. مواجهة التحديات كانت سمة بارزة في تاريخ دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فبالرغم من كل الظروف الصعبة التي تعاطت معها الدولة خلال العقود الماضية، كان التعامل السليم مع تلك الظروف سبباً مهماً فيما تحقق اليوم من إنجازات مهمة في مختلف المجالات خصوصاً في القطاعات الاقتصادية، وهذه الميزة بالذات كانت واضحة في حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حين سئل عن الركود الاقتصادي العالمي الناتج عن الأزمة المالية، فكانت إجابته غير عادية، فالعالم ينظر للوضع الحالي على أنه ركود، أما دولة الإمارات فتنظر إليه على أنه تحدٍ يجب التعامل معه.. وتجاوزه. لا شك في أن اقتصاد الإمارات حقق الكثير من المكاسب خلال فترة قصيرة بالنسبة لأعمار الدول، وهذه التجربة بمختلف جوانب نجاحها يجب أن تُدرّس، ليعرف العالم كيف يمكن تحقيق النجاح في أصعب الظروف، فقد تحولت أراضي الدولة من منطقة لا يكاد العالم يعرف عنها شيئاً، إلى مركز اقتصادي ذي ثقل عالمي كبير، ولم يكن كل ذلك ليتحقق لولا وجود الإرادة والثقة بالنجاح والقدرة على مواجهة التحديات والصعاب للوصول إلى الأهداف. اقتصاد الإمارات بخير، وقد تمكن من الصمود بصلابة أمام واحدة من أقسى الأزمات التي اجتاحت العالم، وها هو يخرج منها بأقل الخسائر، دون أن يتخلى عن مميزاته في الانفتاح على المنظومة العالمية والترابط معها والتأثر بها والتأثير فيها، أما السنوات المقبلة فستكون شاهداً على المزيد من النجاح وترسيخ ما تحقق حتى الآن، ولعب دور أكبر في تطوير وتحديث الاقتصاد العالمي. hussain.alhamadi@admedia.ae