ما إن خرج منتخب إيطاليا حامل لقب مونديال 2006 يجر أذيال الخزي والإخفاق من مونديال 2010، إلا وبادر مدربه مارشيلو ليبي إلى الإعلان بأنه يتحمل شخصياً كل المسؤولية عن خروج “الآزوري” المبكر جداً من المحفل المونديالي.
واعترف المدرب الذي سبق أن قاد إيطاليا للقب 2006 بأنه مسؤول عن عدم تهيئة فريقه بدنياً ونفسياً لخوض غمار مونديال جنوب أفريقيا، وطلب من جماهير بلاده أن تتقبل اعتذاره عمّا حدث.
ولأن الاعتذار من شيم الكبار، فإن اعترافات ليبي تُـحسب له ولا تُـحسب عليه، فما أسهل أن تتنصل من المسؤولية وتبحث عن مبررات واهية أو عن متهمين آخرين كعادة بعض المدربين الذين يُبادرون وقت الفوز بالتأكيد على أن الخطة المناسبة والتبديلات العبقرية كانت وراء النصر، أما لو خسر المباراة فالشمَّاعة جاهزة، وهي أن اللاعبين لم يلتزموا بتنفيذ تعليمات المدرب!
وبرغم أن “الخروج المهين” لمنتخب إيطاليا من المونديال يعني أن مهمة مارشيلو ليبي قد انتهت مع الفريق، إلاّ أنها وبرغم مرارتها تعد نهاية قاسية لمدرب شجاع!

ما زلت غير قادر على الإجابة عن سؤال يقول كيف لفريق يحمل لقب كأس العالم يدخل مرماه هدف من رمية تماس، راجعوا لقطة الهدف الثالث لسلوفاكيا في مرمى الطليان، لعلكم تستطيعون الإجابة عن هذا السؤال!

أبهر منتخب اليابان الجميع بأدائه في الدور الأول وأثبت أنه “قاهر الأوروبيين” ففي مونديال 2002 فاز على منتخب بلجيكا، وفي بطولة العالم للقارات “ألمانيا 2005” قهر منتخب اليونان حامل لقب بطولة أوروبا 2004، واستمر في ممارسة هوايته في مونديال 2010 بفوزه على الدانمارك بطل أوروبا 1992 بثلاثية رائعة مقابل هدف واحد.
وجاء الانتصار الياباني بعد أن فشل الدانماركيون في فك شفرة الكمبيوتر وليثبت صدق توقعات الأخ محمد بن همام العبد الله رئيس الاتحاد الآسيوي الذي توقع قبل انطلاق المونديال صعود منتخبين آسيويين للدور الثاني، وها هما منتخبا اليابان وكوريا الجنوبية يكرران إنجاز مونديال 2002 عندما نظما معاً البطولة وصعدا معاً إلى الدور الثاني ومن يدري فربما صدقت توقعات أوكادا مدرب اليابان الذي صرح قبل البطولة بأن فريقه يملك من الإمكانات ما يؤهله للوصول إلى نصف نهائي البطولة.

هل ستواصل الأسماك الصغيرة مفاجآتها المدوية على حساب هوامير المونديال في الدور الثاني، أم أن المنتخبات العريقة سترفع شعار “عفواً.. المونديال للكبار فقط”؟


issam.salem@admedia.ae