يقال فلان أَدْمُ أَهْلِه، وأَدْمَتُهم أَي أُسْوَتُهم، وبه يُعْرَفون، ولذلك ينسب البشر إلى آدم، وهو وجه من وجوه تسمية آدم. والأدَمَةُ الوسيلة إلى الشيء، وذلك أنّ المخالِف لا يُتوسَّل به. فإن قال قائلٌ: فعلى أيِّ شيء تحمل الأدَمة وهي باطن الجلد؟ قيل لـه: الأدَمة أحسن ملاءمة للَّحْم من البشرة، ولذلك سُمّي آدم عليه السلام؛ لأنّه أخذ من أدَمة الأرض.ويقال هي الطبقة الرابعة. والآدَمُ من الناس: الأَسْمَرُ. أدم:الهمزة والدال والميم أصلٌ واحد، وهو الموافقة والملاءمة. في الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه قال للمغيرة بن شُعبة وخَطَبَ امرأَة لو نَظَرْت إِليها فإِنه أَحْرى أَن يُؤْدَمَ بينكما؛ قال الكسائي: يُؤدَم بينكما يعني أَن تكون بينهما المحبَّة والاتِّفاق. قال الكسائيّ: يُؤدَم يعني أن يكون بينهما المحبّة والاتفاق، يقال أَدَمَ يَأدِمُ أَدْماً وقال ابن سيرِينَ في طعام كفّارة اليمين: «أَكْلَةٌ مأْدُومَةٌ حَتّى يَصُدُّوا». قال: وحدّثني بعضُ أهل العلم أنّ دُريدَ بنَ الصِّمّة أراد أن يطلق امرأته فقالت: «أبا فلان، أتُطَلِّقُني، فوالله لقد أطعمتك مأدُومي وأبْثَثْتُك مكتومي، وأتيتُك بَاهِلاً غيرَ ذاتِ صرار». ويقال آدَم اللهُ بينهما يُؤْدِم إيداماً فهو مُؤْدَمٌ بينهما. قال الشاعر: أي لا يُحبِبْنَ إلا مُحَبَّباً موضعاً لذلك. ومن هذا الباب قولهم جعلت فلاناً أدمَةَ أهلي أي أُسْوتهم، وهو صحيح لأنُه إذا فعل ذلك فقد وفّق بينهم. والعرب تقول مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أي قد جمع لِينَ الأدَمة وخشونة البشَرة. فأما اللّون الآدَم فلأنّه الأغلبُ على بني آدم. ويقال آدَم بينهما يُؤْدِمُ إِيداماً أَيضاً، فَعَل وأَفْعَل بمعنى؛ وأَنشد: والبِيضُ لا يُؤْدِمْنَ إِلاَّ مُؤْدَما، أَي لا يُحْبِبْنَ إِلاَّ مُحَبَّباً موضِعاً . لأَمَ وأَصْلَح وأَلَّفَّ ووفَّق وكذلك آدم يُؤْدِمُ، بالمدّ. قال أَبو عبيد: لا أَرى الأَصل فيه إِلا من أَدْمِ الطعام لأَن صَلاحَه وطِيبَه إِنما يكون بالإِدامِ، ولذلك يقال طعام مَأْدُومٌ. وفلان أَدْمُ أَهْلِه وأَدْمَتُهم أَي أُسْوَتُهم، وبه يُعْرَفون. وأَدَمَهم يَأْدُمُهم أَدْماً: كان لهم أَدَمَةٌ؛ فلان أَدَمَةُ بني فلان، وقد أَدَمَهم يَأْدُمُهم وهو الذي عَرّفهم الناس. والإِدامُ: معروف ما يُؤْتَدَمُ به مع الخبز. وفي الحديث: نِعْمَ الإِدام الخَلُّ؛ الإِدام، بالكسر، والأُدْمُ، بالضم: ما يؤكل بالخبز أَيَّ شيء كان. وفي الحديث: سَيِّدُ إِدامِِ أَهْل الدُّنيا والآخرة اللحمُ؛ جعل اللحم أُدْماً وبعض الفقهاء لا يجعله أُدْماً ويقول: لو حَلَفَ أَن لا يَأْتَدِمَ ثم أَكل لَحْماً لم يحنَث، والجمع آدِمةٌ وجمع الأُدْمِ آدامٌ، وقد ائتَدَمَ به. وأَدَمَ الخبز يَأْدِمُه، بالكسر، أَدْماً: خلطه بالأُدْم، و أَدَمَ الخبزَ باللحم؛ وأَنشد ابن بري: إِذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ وقال آخر: تَطْبُخه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ قال: وشاهد الإِدامِ قولُ الشاعر: الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي الماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ وفي حديث خديجة، رضوان الله عليها: فوالله إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المأْدوم. وأَدِيمُ النهار: بَياضُه. والأُدْمَةُ السُّمرةُ