على الرغم من الإمكانات الكبيرة المتاحة أمام العديد من الجهات الرسمية في الدولة، إلا أن كثيراً منها يعاني ضعف تقدير الإقبال على خدماته، وتحديد سعة المقر الذي يحتاج إليه، واحتياجاته من الكوادر البشرية للعمل فيه. وخلال الأيام القليلة الماضية تابعت ما يجري في مراكز فحص العمالة الوافدة في دبي لاستخراج شهادات اللياقة الصحية لأجل تأشيرات الإقامة في البلاد.
كان المشهد في المراكز التابعة لهيئة الصحة بدبي لا يتفق والصورة الراقية والزاهية من الأداء التي تحققت لأغلب الدوائر والهيئات الحكومية.
ففي هذه المراكز يكتظ المراجعون ويتكدسون في صفوف وطوابير طويلة تكشف أمرين لا ثالث لهما، الأول ضيق المكان الذي يعجز عن استقبال هذه الأعداد الضخمة، والأمر الثاني بطء الإجراءات المتبعة في المراكز، بحيث تؤدي إلى تزايد الجموع، لتتحول هذه المراكز إلى بؤرة محتملة لالتقاط أي عدوى، خاصة أنه يعج بمئات المراجعين من شتى البلدان، وكثير منهم من بيئات فيها أمراض معدية ومستوطنة.
وتجري مراكز فحوص اللياقة الطبية التابعة لهيئة الصحة في دبي، ما يتراوح بين 2700 و 3000 فحص يومياً، بخلاف الفحوص التي تجريها إدارة الطب الوقائي التابعة لوزارة الصحة. ورغم أن الهيئة تستعد لزيادة عدد مراكز الفحص إلى 16 مركزاً بحلول العام المقبل، ووجود مركز تصل طاقته الاستيعابية إلى 4000 مراجع يومياً مثل مركز فرع الهيئة في المحيصنة، إلا أن الأمر بحاجة إلى مراجعة لحل مشكلة طوابير الانتظار، وتوزيع المراجعين على المراكز وفق المناطق الجغرافية بدبي.
وفي الوقت ذاته أن تراعي المراكز الجديدة التي تقام طبيعة التوسع والزيادة السكانية في دبي.
ونحن ندعو الهيئة ذات المبادرات الإيجابية لإيلاء موضوع التوسع والارتقاء بأداء المراكز التي تعاني ضغطاً كبيراً أولوية خاصة، لا تفوتنا الإشارة إلى خدمة بادرت لإطلاقها العام الماضي، وتكاد تنفرد بها علي مستوي مراكز فحص اللياقة الطبية في الدولة، ونعني بها خدمة “تواجد” التي تجنب المراجع مشقة التنقل إلى مراكز فحوص اللياقة الطبية.
وتتيح الوصول إليه في أي مكان يوجد به ضمن حدود إمارة دبي، سواء كان في مقر العمل أو المنزل ، حيث تقوم الهيئة وفقا لهذه الخدمة بإرسال كوادرها المتخصصة إلى الراغبين في الاستفادة من هذه الخدمة بعد تعبئة طلب الحصول عليها عبر الموقع الإلكتروني للهيئة. وتخدم مثل هذه المبادرة كبار السن والمعاقين، وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يصعب نقلهم إلى مراكز الفحص، والذين يتطلب فحصهم مهارات خاصة لطبيعة ظروف الإعاقة التي يعانونها. وهي تجربة كنت قد أشرت إليها ودعوت مراكز الطب الوقائي في بقية مناطق الدولة للأخذ بها للمردود الإيجابي لها.
كما أن هيئة الصحة في دبي وغيرها من فروع فحص اللياقة الصحية مدعوة لتسريع إجراءات فحص العمالة المنزلية، ومعرفة النتائج الخاصة بها، فالتأخير يعني زيادة مخاطر انتقال العدوى بأي أمراض قد يكون العامل مصاباً بها. ويجب ألا يخضع مثل هذا الأمر لرسوم إضافية على طريقة رسوم الخدمة العاجلة في بعض دوائرنا.


ali.alamodi@admedia.ae