ودعت الكرة العربية مونديال 2010 وتحولت من منافس إلى متفرج على أحداث أول كأس عالم يقام بالقارة السمراء، إثر خسارة منتخب الجزائر أمام أميركا واحتلاله المركز الرابع في المجموعة الثالثة برصيد نقطة واحدة، وبات هو الفريق الوحيد بالمجموعة الذي لم يسجل هدفاً واحداً في 270 دقيقة، كما أنه الفريق الوحيد بالمجموعة الذي لم يسجل فوزاً واحداً. وبالتأكيد فإن الكرة الجزائرية اكتسبت خبرة إضافية في عودتها للمونديال بعد غياب 24 عاماً! وبخروج منتخب الجزائر تصدق علينا مقولة إن العالم يلعب والعرب يتفرجون!

هل أصبحت أميركا بالمرصاد للكرة العربية، ففي عام 2009 أخرجت مصر من بطولة القارات برغم أن المنتخب المصري دخل تلك المباراة بعد فوز “تاريخي” على إيطاليا بطل كأس العالم، وبعد مباراة لا تُنسى أحرج خلالها منتخب البرازيل، وفي عام 2010 وضع المنتخب الأميركي نقطة في آخر سطر لمشاركة منتخب الجزائر في المونديال، برغم أن الجزائريين خاضوا المباراة بعد أيام من أدائهم الجيد أمام الإنجليز.
وكأن أميركا ورانا.. ورانا!

تصورت خطأ أن خروج منتخب جنوب أفريقيا من المونديال يعني أننا تخلصنا من صداع الفوفوزيلا، ولكن يبدو أن الفوفوزيلا عممتها جنوب أفريقيا على جماهير كل المنتخبات الأخرى، ولا أستبعد أن تنتشر في كل ملاعب العالم خارج جنوب أفريقيا، وكأنه لا تكفينا “الضوضاء” التي تحاصرنا في كل مكان.
وقبل أن نعاني من تلك الظاهرة في ملاعبنا، من واجبنا أن نحذر من آثارها السلبية التي كشفتها دراسة أوروبية نشرتها صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية وأكدت أن صوت الفوفوزيلا يقترب من قوة ضجيج إقلاع طائرة نفاثة ويقل عن ضجيج مشاجرة بين امرأتين!

أثبت منتخب فرنسا أنه يلعب على سطر ويترك سطراً، فبعد فوزه المثير بلقب مونديال 1998 عاد وانتكس في مونديال 2002 وودع البطولة من الدور الأول دون أن يسجل هدفاً واحداً برغم أن خط هجومه كان يضم هداف الدوري الإنجليزي وهداف الدوري الإيطالي وهداف الدوري الفرنسي، ثم عاد “الديوك” لتألقهم في مونديال 2006 ووصلوا إلى المباراة النهائية، ولكن ركلات “الحظ” الترجيحية أدارت لهم ظهرها، فأهدت اللقب لإيطاليا، وفي المونديال الحالي سقط الديوك مرة أخرى وودعوا البطولة من الدور الأول بخسارتين وتعادل، فتحولت المشاركة إلى “قضية رأي عام” في فرنسا بدليل ذلك الاجتماع الطارئ الذي عقدته الحكومة الفرنسية أمس لمناقشة أسباب “الخروج المذل” لفرنسا من المونديال، فضلاً عن الاجتماع المرتقب بين ساركوزي رئيس فرنسا وتيري هنري كابتن الفريق الذي يعقد اليوم في الإليزيه، لعل رئيس فرنسا ينجح في حل اللغز الفرنسي الذي جعل منتخب بلاده “أضحوكة المونديال”!



issam.salem@admedia.ae