بعد أن قطعت القصة القصيرة في الإمارات مسافات لابأس بها، منذ انطلاقتها على أيدي العديد من القصاصين الذين أحبوا هذا الفن واشتغلوا عليه مدة طويلة، حتى استطاعت القصة الإماراتية أن يكون لها حضور على مستوى ساحة الخليج العربي مستفيدة من التجارب الكثيرة والأنشطة والندوات واللقاءات العديدة التي شارك فيها العديد من الأخوة العرب الذين أفادوا الساحة الإماراتية ببحوثهم وتجاربهم وخبراتهم في المجال الأدبي والنقدي، مما جعل القصة في الإمارات تتطور إلى مسارات جيدة، حيث أصبحت لا تختلف عن التجارب العربية في مجال القص. ظهرت أجيال جديدة بعد الرعيل الأول واصلت المسيرة بعد أن تشبعت من التجارب الأولى ومن تجربة النقد وتسجيل الملاحظات وإن كانت قليلة، ولكن المتتبع للتجارب القصصية في الإمارات، يجد أن الأسماء التي ظهرت حديثاً قد استلمت زمام المبادرة وأكملت الطريق، وهي ماضية بجد في سبيل كتابة القصة الجديدة والجميلة، صحيح أن الأساليب والطرق لا تختلف عن سابقاتها من تجارب الكتاب الذين سبقوا هذه الأسماء التي ظهرت الآن في الإمارات، ولكن المفرح أن هذه الأسماء الجديدة تكتب القصة الجميلة مواصلة الطريق في تناول الموضوعات والأحداث الاجتماعية القديمة والجديدة وبأسلوب يكاد يكون متطابقاً مع التجارب التي قدمها من سبقوهم ولكن تأتي أيضاً الأحداث الجديدة في المجتمع لتكون هي السبّاقة في الرصد والتسجيل، وهؤلاء الشباب والشابات الجدد يعول عليهم في السير بالقصة القصيرة في الإمارات إلى المرجو من هذا الفن الرفيع. إننا في غاية السعادة عندما نقرأ الجديد والمستمر والمتواصل مع قضايا مجتمع الإمارات والمجتمع العربي وأيضاً القضايا الإنسانية المختلفة. وأستطيع أن أورد بعض الأسماء الجديدة التي تستحق الإشادة والتشجيع، والتي ننتظر منها الكثير في المستقبل، ويمكن تسجيل بعض الأسماء التي تحضرني الآن كمثال لاخوانهم الجدد في كتابة القصة الإماراتية، حيث أبدعوا قصصاً جميلة والمنتظر منهم أكثر، ومن هؤلاء القاصة فاطمة المزروعي وهي صاحبة قلم جميل وتواصل الكتابة بصفة مستمرة، وأيضاً روضة البلوشي التي تمتلك موهبة الكتابة بروح جميلة ورشاقة في اختيار الكلمات والعبارات، والقاص محسن سليمان، هذا الشاب المواصل للعمل والكتابة بحب وجهد واضح وله مستقبل جميل، بالاضافة إلى أسماء جديدة ينتظر منهم الكثير ومنهم: القاصة نجيبة الرفاعي، وعائشة عبدالله محمد، وعائشة الزعابي، وعائشة الكعبي، إضافة إلى أسماء أخرى. وإن استمرت هذه الأسماء في الكتابة بحب وعشق لهذا الفن، فإن مستقبل القصة القصيرة في الإمارات سيكون مبشراً بالخير والعطاء. وإننا في الإمارات نكون في غاية السعادة عندما يستمر الجميع في العمل والعطاء للساحة الثقافية على مختلف الفنون بها. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com