المنزل الهاجس الأكبر لرب أي أسرة، فكل أب وكل راع يظل هاجسه الأول وهمه الأكبر تأمين المأوى والمسكن الذي يجتمع فيه مع أسرته كبرت أم صغرت تحت سقف واحد، يشعر معهم بالطمأنينة والأمن والأمان، ومالم يملك المواطن مفتاح بيته الخاص تراه يظل تائهاً حائراً، عبوساً مهموماً، كمن يحمل حمل جبل على رأسه، يظل قلقاً على مستقبل أبنائه، وكيف واين سيعيشون، وتحت أي سقف سيحتمون من بعده، وبين أي جدران سيكون مأواهم ومصيرهم، فترى الخطوة الأولى لنا تأمين المسكن والبحث عنه، والعمل على ضمانه لأنفسنا ولأسرنا، لمعانيه وقيمته المعنوية والمادية.
وقد وهب لنا المولى عزوجل قيادة رشيدة تتلمس احتياجاتنا وتعمل على تأمين متطلبات الحياة والعمل على تأمين أعلى مستويات العيش الكريم، وضمان توفير الرفاهية والحياة الكريمة للمواطن اينما كان، وفي أي بقعة وجد، وفي أي منطقة ومدينة كان، فقيادتنا الرشيدة حفظها الله وأدام عزها حريصة على الوصول للمواطن في مكان إقامته وسكنه، في صورة من صور التواصل والقرب الذي يشعر به المواطن من قيادته، ولعل جولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأخيرة مثال قريب، وهو النهج الذي تسير عليه قيادتنا ومسؤولينا، فمثل تلك الزيارات اعتاد عليها شعب الإمارات.
واستمراراً لنهج العطاء الذي اعتدناه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، كانت مكرمته الأخيرة ببناء خمسين مسكناً في مدينة كلباء، وخمسين في منطقتي فلج المعلا وبياته في أم القيوين، وهي المكرمة التي تجسد حرص القائد على تأمين العيش الكريم لأبنائه اينما كانوا، ومهما أبعدتهم المسافات فإنهم يظلون قريبين من عطائه المتدفق، وسخاء كرمه، وأياديه البيضاء، فالمكرمة الأحدث بإنشاء مئة مسكن ستجمع مئات الأسر، وستشكل نواة لها للعيش حياة آمنة مطمئنة هانئة، ومستقرة، وستوفر لهذه الأسر الاستقرار الذي ينتظرة رب الأسرة لعائلته.
إن مثل هذه المكارم وهذا العطاء، وهذه المبادرات هي تجسيد لروح التقارب والتلاحم بين القيادة والشعب، وتجسد صور عديدة نعيشها، ونشعر بها نحن أبناء الإمارات على أرضنا الطيبة اينما كنا، في وطننا الغالي، سواء في شرقه على سواحل خليج عمان، أو غربه على ضفاف الخليج العربي، أو في قلب صحرائه الواسعة والفسيحة الرحبة، أو على قمة جباله الشامخة الشاهقة،
فاللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله الخاصة بمشروعات تطوير البنية التحتية في الإمارات الشمالية، كل الشكر والتقدير على جهودهم الكبيرة، ومساعيهم المشكورة، ونحن نقدر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وعظم المهام الموكلة اليهم، وبنفس الوقت فإن ثقتنا فيهم كبيرة بأنهم أهل لهذه المهمة الوطنية التي يتشرف بها المرء في خدمة وطنه وتنفيذ توجيهات قيادته الرشيدة.



m.eisa@alittihad.ae