الذي يحدث لبطل العالم السابق منتخب إيطاليا في هذه البطولة ليس شيئا مستغرباً ولكن الغريب والذي كنت أتساءل عنه قبل البطولة دون أن أحصل على جواب شاف من أي شخص هو كيف يقبل المدرب مارشيلو ليبي وهو الذي قاد الفريق قبل أربع سنوات للنجمة الرابعة أن يقود الفريق في هذه البطولة وهو الذي بخبرته الكبيرة وبفطنته المعهودة لابد أنه يعلم أن لا فرصة لهذا الفريق في الدفاع عن اللقب. كما أن ما يحدث للفريق ليس مستغرباً طالما أن الإنتر الذي يحتكر كل البطولات المحلية في إيطاليا ويتوج هذا الموسم على عرش دوري أبطال أوربا وهو الذي لا يضم في صفوفه أي لاعب إيطالي، كما أن مدربه أجنبي، ولذا فمن أين يأتي المنتخب باللاعبين . ليس مستغرباً وأعمدة لاعبي المنتخب الحالي هم من اليوفنتوس ترمومتر الكرة الإيطالية والذي يصاب بالحمى فتمرض الكرة الإيطالية وهي كذلك في الفترة الحالية، والسيدة العجوز منذ فضيحة الكالشيو بولي وهبوطه إلى دوري الدرجة الثانية وصعوده في الموسم التالي مباشرة وهو يتخبط ولا يجد له موقع في المنافسة على الألقاب، ومنذ تلك السنة التي شهدت تتويج المنتخب الإيطالي بلقب كأس العالم وكانت بداية الغروب بالنسبة للكرة العريقة. ليس مستغرباً والميلان فخر الصناعة الإيطالية وممثلها الناجح بات شحيحاً على جماهيره وأصبح بلا حول ولا قوة وعندما يسقط أمام مانشستر يونايتد بالأربعة فلك أن تعلم أن هناك خللا كبيرا في الكرة الإيطالية، وهو الآخر تأثر بالفضيحة الشهيرة ومنذ يومها وهو يدور في حلقة مفرغة لا يجد مخرجاً منها. ما يحدث في إيطاليا هو نتيجة متوقعة لواقع الحال في بلد حيث اللعبة تفوح منها رائحة الرشاوى والفساد والتلاعب بنتائج المباريات والسطوة المطلقة على الحكام، ليس مستغرباً وإيطاليا تعاني من ضعف البنية التحية لملاعبها المتهالكة التي فشلت في المنافسة على تنظيم كأس أوربا مرتين على التوالي وأسقطتها دول مثل بولندا وأوكرانيا وتركيا وبعد أن اكتشف مسئولو الكرة الأوربية أن ملاعب ايطاليا عفا عليها الزمن وهي كما هي منذ أيام الفاشية وسيئ الذكر موسوليني. عندما فاز المنتخب الإيطالي بلقب مونديال ألمانيا قبل أربع سنوات قالوا إن الكرة الإيطالية لا تحقق إنجازاتها إلا في عز الأزمات ولكن ما لم يره أولئك آنذاك أن شمس هذه الكرة في الطريق إلى الغروب وهي بحاجة إلى جاريبالدي جديد يقودها للوحدة أو موجي آخر يعيث فيها مفسدة. ralzaabi@hotmail.com