من جديد يعود إلى الواجهة، وما أجمل إطلالته. من جديد يداعبنا ويحيي آمالاً لم يستطع سواه أن يطلقها من أسرها لتحلق معه إلى أبعد مدى، فقد كان دوماً أهلاً لأحلامنا، وكان نافذتنا التي نطل منها على واقعنا الذي ظل سنوات طويلة «افتراضياً»، قبل أن ترسمه من جديد انتصارات ومنصات تتويج. ذلك هو منتخبنا الأولمبي، الذي يلتقي الليلة منتخب سريلانكا الأولمبي، ضمن التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012، ليتأهل الفائز منهما مباشرةً إلى دور المجموعات المؤهلة للحلم الكبير، وتقام المباراة على ملعب بني ياس بالشامخة، وبرغم البعد الذي قد يظنه البعض إلا أنني أراه الملعب الأنسب لنبرهن فيه على حبنا لهذا الفريق، الذي أسعدنا كثيراً، ووقف بجانبنا كثيراً ويستحق منا اليوم أن نسانده، في طريق الوصول إلى أولمبياد لندن 2012 للمرة الأولى في تاريخنا. اليوم، ستطل علينا ذات الوجوه التي تعلقنا بها كثيراً وتفاعلنا معها طويلاً.. سنرى مهدي علي مدربنا الوطني «على الخط»، وسنتذكر كيف كان في كأس آسيا بالسعودية، وكيف أبلى في كأس العالم بمصر، وكيف تفوق على غيره في الدوحة بخليجي المنتخبات الأولمبية، وكيف أبدع في الصين حيث كانت دورة الألعاب الآسيوية التي عادوا منها بفضية بطعم الماس واللؤلؤ. ومع مهدي، ستطل علينا وجوه فرساننا حراس الأحلام، لاعبو المنتخب الأولمبي، ولكن اليوم، سيغيب عنهم تسعة اعتدناهم بعد أن تجاوز بعضهم السن القانونية، فلن نرى علي خصيف أو محمد الشحي والكثيري، وغاب بعضهم الآخر للإصابة، سواء يوسف عبد الرحمن أو ذياب عوانة وعامر عبدالرحمن ومحمد فوزي، وغيرهم، ولكننا مع هذا الجيل نكون على ثقة دائماً حتى وإن تغيرت الأسماء، فالروح التي زرعوها ستظل، لأنها الفريق واللاعبون. اليوم، لسنا بحاجة إلى دعوة الجماهير للحضور، فهي أعرف منا بهذا الفريق، وهي من هتفت له من قبل، وجابت شوارع الإمارات في احتفاليات بإنجاز هؤلاء، وهي التواقة إلى نصر جديد، وأمل جديد يتحقق، وتدرك كما ندرك أنه إن كان للأحلام متسع، فسيكون مع هؤلاء. وعلى الرغم من القول بصعوبة المواجهة أمام سريلانكا، وفي نفس شعورنا في الأعماق أنها ليست بهذا القدر، إلا أن ذلك ليس مبرراً على الإطلاق للغياب، فالمسألة ليست فيمن نواجه اليوم، ولكن المهم أن أبناءنا يبدأون المشوار، ويستحقون منا، وهم على خط الانطلاقة أن نكون بجانبهم وأن نخبرهم أننا في انتظارهم على ذات الخط، وقد أنجزوا المهمة وحققوا الحلم. المسألة ليست في حضور بضعة آلاف، ولكن دلالتها الحقيقية في العرفان لهذا الجيل الذي لابد وأن يرى مردوداً لما قدم، وأن يتأكد أنه ليس كغيره، وأن علينا أن نلبيه إذا دعانا، وإذا كانت جماهيرنا قد سافرت خلفه من قبل إلى السعودية وإلى مصر والدوحة، فالأولى أن تكون بجانبه اليوم على أرضه وفي بيته. اليوم، لن نجلس لننتظر إن كانت الجماهير ستأتي أم لا، ولكن فقط لنعرف هل تواجدت كما كنا نتوقع وبذات العدد الذي نتطلع إليه. اليوم، سنشكرهم مرات كثيرة، وسنجدد العهد بهم، وسنهتف بأسمائهم، فهم كل الأندية وكل اللاعبين وكل الأماني التي باتت على أيديهم تتحقق. كلمة أخيرة قبل أن تنتظر الحلم.. اعلم أنك مشارك فيه، فاذهب لتروي بذرة الأمل، لأن الأماني لا تجلس على قارعة الطريق. mohamed.albade@admedia.ae