كنت مستعداً كالعادة هذه الأيام للكتابة عن كأس العالم.. مفاجآتها وغرائبها وإثارتها التي شدتنا من كل ماعداها، لولا أن الجمعية العمومية لرابطة الأندية المحترفة وما شهدته من قرارات وتصريحات، شدتني من كأس العالم، خاصة وأن بين سطور ما كتب وما تردد من تصريحات، يحمل عناوين لمرحلة مقبلة، نتمناها خالية من الشد والجذب. كانت البداية في الجمعية العمومية للأندية المحترفة برسالة اتحاد الكرة حول الأجانب السبعة الذين يقترحهم بإضافة اثنين للرديف ومثلهما للشباب تحت 18 سنة إلى اللاعبين الثلاثة في الفريق الأول، وبدا الأمر عادياً، حتى عندما أرجأت الجمعية الحديث في الأمر، حتى يتم بحثه، ولكن جاءت تصريحات طارق الطاير الأخيرة، والتي ساقها على طريقة «الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، لتقول إن الأمور لا زالت غير واضحة، وأن استقلال الرابطة محل شك، وأن هناك حاجة ملحة للفصل بين السلطات كما يقولون. يقيناً لست مع طرف ضد الآخر، ولكن الشارع العام الرياضي وأنا منه، بحاجة إلى أن يعرف بالتحديد اختصاصات كل طرف، فالواضح أن الرابطة لا تريد من الاتحاد أن يتدخل في شؤونها على الإطلاق، بل إن رئيس الرابطة شكر الاتحاد على كونه أتاح لهم فرصة البقاء في مكاتب بالاتحاد طوال الفترة السابقة، مشدداً على ضرورة أن يكون للرابطة مقرها الخاص، وفي ذلك ما فيه من الرغبة في الانفصال التام الذي لا تشوبه شائبة، ولكن حتى يحدث ذلك، وهو حق أصيل للرابطة، نريد أن نعرف ما للاتحاد وما للرابطة. رسالة الاتحاد التي أرسلها كانت خاصة بالرديف والشباب، وهي مقترح، وربما يحق للرابطة أن تعاتبه لكونه لم يعلمها بهذا المقترح مسبقاً لتكون معه في الصورة، ولكن هل سيكون الاتحاد في الفترة المقبلة، مجرد «مرشد» ليس إلا بلغة السياسة، وهل ستنتقل الأندية بكل ما فيها إلى الرابطة، فإذا كانت الرابطة تدير مسابقة المحترفين، فمن المنوط به تسيير أمور الرديف والشباب وغيرهما من المسابقات الأخرى، وإذا كان محل التساؤل من الرابطة يعود إلى أن المسابقات مرتبطة بعضها ببعض، وأن اللاعبين الذين سيقدمون إلى فئة ما قد يشاركون مع الفريق الأول، فهنا لابد من التنسيق، ولكن قبل كل شيء، لابد من تحديد الاختصاصات «بالورقة والقلم». كنت دائماً مع شعار أننا «شركاء ولسنا فرقاء»، ولكن طالما أن الأمر ليس خاضعاً للنوايا فقط وطالما أن هناك جهات أخرى تريد منا أن نكون واضحين ومنها الاتحاد الآسيوي، فلا مانع من أن يعرف كل طرف ماله وما عليه. كلي ثقة في أن محمد خلفان الرميثي رئيس الاتحاد وطارق الطاير رئيس الرابطة، لا يريدان سوى الصالح العالم ولا يتطلعان سوى لنهضة اللعبة، وأنهما سيتجاوزان هذه المرحلة من الضبابية، بالرصيد الكبير لديهما من الفطنة وإنكار الذات، وإذا كان الاتحاد هو الأب والرابطة هي الابن، فاليوم شب الابن، وأصبح يريد حياته الخاصة، ولا مانع في ذلك، طالما أن كل فرد يعرف ماله وما عليه، وطالما أن البيت الكبير سيبقى هو الهدف وهو الأساس. كلمة أخيرة: في عصر الاحتراف.. لا يمكن أن نركن إلى النوايا. mohamed.albade@admedia.ae