تنطلق اليوم الدورة الثانية لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون الخليجي، لتعلن عن عهدٍ جديدٍ لمسيرة الرياضة النسائية بوجهٍ عام، فعلى أرض أبوظبي تولد الأحداث دوماً من جديد، ولا شك في أن الرعاية الكريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، قد كفل للدورة مقومات النجاح كافة قبل أن تبدأ، وهو نجاح تجسد في العديد من المواقف التي سبقت انطلاقة المنافسات. المؤشر الأول، كان في حجم الإقبال على رعاية الحدث، من خلال ثلاثة رعاة رئيسيين، و11 شريكاً ومتعاوناً، أبرزهم مجلس أبوظبي الرياضي، بكل ما له من ثقل وحضور، وبعد أن صار من ضمانات النجاح للفعاليات، وكذلك الهيئة العامة للشباب والرياضة، والعديد من الهيئات والمؤسسات التي رأت في الحدث فرصة لتقوم بدورها، نحو شريحة مهمة، تمثل نصفنا الأغلى. لسنا بحاجة إلى الحديث عن المرأة وما تمثله في حياتنا، وأنها الأم والأخت والزوجة والابنة، فتأصلها فينا من عمر الخليقة، وإذا كانت المغالاة في صونهن قديماً، قد حالت دون أن يمارسن دورهن على الصعيد الرياضي بشكل كامل، فقد آن الأوان ليشكلن مع الأبطال من الرجال رقماً من أرقام النهضة والإنجاز، وفق تعاليم ديننا وعاداتنا وتقاليدنا التي تمثل حصننا الأبقى، ومن المؤكد أن المرأة التي خرّجت وربت أجيال النهضة، هي الأحرص منا على أن تظل جوهرتنا الغالية ودرتنا الثمينة. من اليوم، ستكتب أبوظبي - بلا شك - تاريخاً جديداً لهذه الدورة في نسختها الثانية، بعد ما جندته لها من موارد وما رتبته من إمكانات، وفرتها اللجنة المنظمة العليا برئاسة نورة السويدي، واللجان الأخرى كافة، التي تواصل عملها طوال الفترة الماضية، وتجسد في العديد من الاجتماعات والاقتراحات، كانت جميعها تصب في اتجاهٍ واحد، وهو اتجاه الإبداع الذي تشير “بوصلته” دوماً إلى أبوظبي. لا نقلل أبداً من حجم أي بطولة في أي دولة، شقيقة كانت أو صديقة، ونؤمن إيماناً كبيراً بالتكامل وأن العمل هو عبارة عن حلقات تتصل بعضها ببعض، ولكن أبوظبي تراهن دوماً على تفردها، وهو تفرد لا تدعيه، ولا تمنحه لنفسها، ولكنه رصيد من تراكم الخبرات في العديد من الفعاليات، أبهرت خلالها العالم، وصار الوسام الذي تحصل عليه كل بطولة، أن تبقى ذكرى لا تنسى. ولا شك في أن منافسة 350 لاعبة من بنات الخليج في عدة لعبات على مدار قرابة أسبوع، ليس بالأمر الهين، ونحن بصفتنا إعلاميين شاهدنا الكثير من الفعاليات سواء على أرضنا أو على أرض غيرنا، ونعلم كم أن الأمر مجهد وشاق، وأن المسألة ليست فقط في مباراة أو فوز وخسارة، وإنما في العديد من الترتيبات، التي تفوق خارج الملعب ما يحدث بداخله أضعافاً مضاعفة، ولكن هناك الكثير من صمامات الأمان إذا أطلت خلف الحدث استرحنا وصرنا في انتظار النجاح، وما أكثرها لدينا، إذ تبدأ بدعم قادتنا بناة النهضة والمجد، فيسري في العروق حباً وعملاً. كلمة أخيرة: مرحباً بشقيقاتنا من كل الخليج، وهنيئاً لهن هذا التجمع، فهو منصة التتويج التي صعدن إليها قبل أن تبدأ المنافسات. mohamed.albade@admedia.ae