دقت الأجراس، وجاءت الإجازة، واشتدت الحرارة، وحزمت الأمتعة، واقترب نبأ الامتحان، وكثر دعاء الطلاب والأهل والأصحاب بنجاح الأبناء.. وموعد مع السماء في رحلة تبرّد حر العام، ليبقى السؤال مفتوحاً: إلى أين نذهب هذا الصيف؟! الصيف... سفر وخطط «تصيب وتخيب». وعود ذاتية وعائلية في الصيف سأفعل وأقوم بـ... وأحسن من و... فقط في الصيف سأفعل العجب، هذا الوعد الذي دائماً ما نقطعه لأنفسنا، الصيف بالنسبة لنا الوقت الذي نملكه ولا يملكنا! أما وعود العائلة فتأخذ طابع الهدية والمفاجآت، رحلة للم الشمل وقضاء أكبر قدر ممكن من الأوقات معاً. الصيف فرصة للبعض للهرب من المحيط، فيما يراه البعض الآخر فرصة للتعرف على ما حوله، الأشخاص... المكان... حتى نفسه. رغم موجة الحر التي تسود البلاد، لاتزال هناك أماكن تنعم بالبرودة والسكينة في هذا الوطن الغالي، أماكن تبهرك بأجواء مختلفة تماما عما هو الحال، نعم هذا ما شعرت به لدى زيارتي مسجد الشيخ زايد، هناك سكينة وبرودة تعم المكان... أجواء مختلفة تماماً رغم أنك تقف في ساحة المسجد، كل ما حولك يأخذك بعيداً وإن كان للتقنيات الحديثة دور لكن معالم المكان وملامحه، الزخارف... الإضاءة... الآيات.. الماء... صوت القرآن.. الأشجار... كل شيء في ذلك المكان يدعو للسكينة والهدوء... تشعر بالهواء البارد شعوراً جميلاً. المكان مفتوح على الفضاء الخارجي ليس كأحد «المولات» مراكز التسوق، على الرغم من ذلك تشعر بالبرود قابلة للزيادة لأنها مرتبطة بمدى تفاعلك مع المكان. الأماكن كثيرة في بلادنا، فقط علينا أن نجول فيها حتى ندرك ونختبر درجة البرودة فيها، ربما يلزمنا الأمر «اكوات» وأصواف ولا أبالغ كل ما عليك هو أن تتفاعل مع سحر المكان، الذي سيأخذك إلى أماكن وأزمان وأجواء ربما لم تختبرها من قبل. هي خلطة قائمة على تركيبتين أساسيتين أنت والمكان، ومادمت موجوداً في المكان استمتع بسحره. استمتع بكل ما هو موجود على أرض الوطن، حتى وإن كانت أجواؤنا حارة تأكد أن الفعاليات الموجودة كفيلة بأن تجعل صيفك أكثر برودة مما قد تظن، ليس عليك سوى أن تحدد وجهتك سواء كانت في السماء السفر أو على الأرض في الوطن. من قال إن الحر لايطاق؟!، كل شيء داخل النطاق يطاق.. فقط على الإنسان أن يبحث عن الأماكن الباردة صيفاً، الدافئة شتاءً، حتى يدرك أن كل شيء من حوله يطاق... وما لا يطاق هو تضيق النطاق. ameena.awadh@admedia.ae