شغلتنا قطر كثيراً في الأيام الماضية، وخلال قرابة الشهر ستشغلنا أكثر، حيث ستكون عاصمة للكرة الآسيوية إذ ستدور على ملاعبها رحى بطولة كأس الأمم، تلك البطولة الكبرى، التي تمثل بالنسبة لسكان القارة الصفراء، «مونديالاً آسيوياً»، تعلن فيه المنتخبات عن نفسها، وتتصارع فيما بينها أملاً في التتويج بعرش القارة.
ليست بعيدة عنا قطر الشقيقة، ونعلم دروبها تماماً مثلما نعلم دروب بلادنا، فالخليج وطننا الواسع، وفي أي شارع تتجول، ترى مشاهد مكررة، فمن كورنيش العاصمة الإماراتية أبوظبي إلى كورنيش الدوحة، نشعر ونحن في ممشانا أننا في ذات الطريق، وتحيطنا ذات الوجوه، ومن شارع الدفاع إلى شارع السد، لا نشعر أبداً أننا غرباء.
من اليوم، نشد الرحال إلى قطر وفيها نذهب بحثاً عن حكايات جديدة ترويها كرة القدم، ومع حكايات الكرة، سنحاول اكتشاف قطر من جديد، وكيف استطاعت أن تحقق معجزتها الرياضية بالفوز بحق تنظيم كأس العالم 2022، ولا شك أن البطولة الآسيوية التي تنطلق اليوم وبوصفها أول حدث ينظم هناك بعد الفوز بحق التنظيم، ستكون عنواناً مبكراً لما ينويه الأشقاء، وكلنا ثقة في قدرتهم على الإبهار الذي رسموه عنواناً عريضاً للألعاب الآسيوية «أسياد الدوحة» من قبل.
نذهب اليوم على بركة الله برفقة «أبيضنا» إلى «قطر المطر»، موطئ الشاعر قطري بن الفجاءة، ومع الكرة، لا مانع من أن نتلمس خطوات المؤرخ اليوناني كلاوديوس بطليموس حين رسم خريطته للمنطقة مشيرا لبلدة الزبارة هناك في البلد الشقيق، وفي جولتنا سنفتش في صناديق مدنها وأحيائها، الدوحة، والريان وأم صلال والخريطيات والخور والشمال والرويس، ربما تحكي لنا عما تخبئه لكأس العالم، أو تبوح بسرها القريب فنعلم مع من تتضامن في البطولة الآسيوية، وفي جولتنا بها وفيها، سترن في آذاننا كلمات شاعرها محمد بن فطيس المري الذي نصب نفسه فارساً للشعر النبطي من هنا، من أبوظبي.
تلك هي قطر كما أستعد لها، وتلك تفاصيل الرحلة كما أراها أو أتمناها، لكن الأمنية الكبرى تبقى معلقة بناصية «الأبيض» الذي يخوض هذه المرة مشواراً مختلفاً في كل شيء.. في توقيته، وفي فرسانه، وفي طموحاته، وفيما سبقه من عناوين، تبعث على التفاؤل، وتمهد لأمل مشروع، بأن نزاحم كبار منتخبات القارة، وأن تكون لنا كلمتنا المسموعة، تلك الكلمة التي دوت في أرجاء القارة من قبل من شبابنا وناشئينا ومنتخبنا الأولمبي، وآن للمد أن يصل إلى الكبار، لا سيما وأن فرسان الطموحات بينهم، ممن أبهروا القارة وتجاوزوا حدودها إلى آفاق العالمية.
هذا هو «الأبيض» المشرق، يذهب إلى الدوحة بلاعبيه أصحاب الخبرة، وشبابه ذهب آسيا، ونجوم المنتخب الأولمبي أصحاب فضية الأسياد، صانعاً عقداً جميلاً، فيه الكثير من الدرر، يقوده مدرب هو أحوج منا إلى إنجاز يدعم به مسيرته التدريبية، وينطلق من خلاله إلى آفاق الثقة في قدرته على أن يضيف إلينا إنجازاً ننتظره من الكبار.
كلمة أخيرة
من اليوم، لن نسافر وحدنا.. ستكونون معنا، إن لم يكن في الملاعب القطرية، فعلى متن صفحاتنا، فاربطوا الأحزمة، واستعدوا.. فقد بدأ السباق.


mohamed.albade@admedia.ae