تفرض العديد من الدول شروطاً على تعاقدات الأندية مع اللاعبين الأجانب، وتضع لهم مواصفات معينة، ولعل أهمها أن يكون اللاعب دولياً في منتخب بلاده، ويفرض المسؤولون هنا على الأندية شروطاً مغايرة، وبطريقة غير مباشرة، وكأنهم يحثونهم على الابتعاد عن اللاعبين الدوليين، قدر المستطاع، في ظل عدم الاكتراث بروزنامة “الفيفا”. وهذا النصر الذي دفع مبلغاً محترماً من أجل التعاقد مع الغيني بانجورا، وأثبت اللاعب أنه يستحق المبلغ المدفوع فيه، وأصبح هدافاً للفريق، وأحد أبرز نجوم الموسم، ولكنه يعاني من “ميزة”، هي في نظر البعض عيب شرعي، فهو لاعب دولي مهم، وبالتالي يغادر للانضمام لصفوف منتخب بلاده، كلما دعت الحاجة إليه. “شر البلية ما يضحك”، وبينما كان النصر ينتظر أن يجني الإشادة على التعاقد الناجح، يفاجأ بعقوبات صادمة، وكأنهم يعاتبونه على التعاقد مع لاعب متميز، ويحمل صفة دولي، وأول العقاب كان من لجنة المسابقات في اتحاد الكرة التي برمجت مباريات دور الـ16 لكأس رئيس الدولة في أيام “الفيفا”، وكان النصر مهدداً بفقدان جهود اللاعب لأن منتخب بلاده كان يخوض مباراة ودية في نفس الفترة، وتظلم النصر فلم يجد آذاناً صاغية عند القريب فبحث عنها لدى الغريب في غينيا، وبالفعل فقد تجاوب الغينيون معه، وأعفوا اللاعب من الحضور ومرت العاصفة الأولى بسلام. ولن تسلم الجرة في كل مرة، فها هي رابطة المحترفين تعيد النصر إلى نفس الدائرة، وجاء العقاب منها هذه المرة، فتمت برمجة مباريات الجولتين الرابعة عشرة والحادية والعشرين من الدوري في أيام “الفيفا”، وسيخوض منتخب غينيا خلال هذين اليومين مباراتين في تصفيات كأس أفريقيا، وبالتأكيد لن يقبل الغينيون هذه المرة التضحية باللاعب، على اعتبار أنهم ينافسون على الصعود إلى النهائيات الأفريقية، ويتصدرون فرق المجموعة الثانية، ولا توجد قوة على سطح الأرض قادرة على منعهم من استدعاء اللاعب. والمشكلة أن النصر عندما توجه إلى الرابطة طالباً الإنصاف قوبل طلبه بالرفض بلا مبررات مقبولة، رغم أنه لا يطلب أكثر من حقه في الاستفادة من جهود جميع لاعبيه، ولا يمكن أن يفرط فيه أو يقدم مقابله أي تنازلات. لقد وصلت الرسالة إلى جميع الفرق وفي المستقبل على كل نادٍ أن يدقق كثيراً في اختياراته وأن يبحث عن اللاعبين المتقاعدين والفاشلين والذين لا مكان لهم في منتخبات بلادهم، فلا جدوى من التعاقد مع لاعب كبير ودولي يضيف شيئاً ما إلى مسابقة لا يقيم القائمون عليها وزناً لأجندة “الفيفا”. Rashed.alzaabi@admedia.ae