ما زالت قضية السلامة الغذائية تكتسب أهمية كبيرة في إطار الحفاظ على الصحة العامة للمجتمع، وما زالت الحكومات في شتى أرجاء المعمورة تعمل على تكثيف جهودها من أجل تحسين السلامة الغذائية، ونحن هنا في دولة الإمارات تولي حكومتنا الرشيدة هذا الجانب أهمية قصوى استجابة لتزايد عدد المشكلات المرتبطة بالسلامة الغذائية وتزايد مشاعر القلق التي يبديها المجتمع في هذا المجال مؤتمر دبي العالمي السادس لسلامة الأغذية الذي تنظمه بلدية دبي خير تجسيداً لهذا الاهتمام والتوجه، فإنتاج كميات كافية من الغذاء لمواجهة التزايد السكاني المضطرد وخفض عدد الجياع في العالم لم يعد الأمر الوحيد المهم الذي يمكن أن يحقق الأمن الغذائي العالمي، بل يجب أن تترافق زيادة الإنتاج مع أقصى درجات السلامة الممكنة لتلافي أي مخاطر يمكن أن تلحقها المنتجات الغذائية بصحة الإنسان نتيجة غياب أو عدم كفاية إجراءات السلامة. وتؤكد منظمة الصحة العالمية في صحيفة وقائعها رقم 237 أن الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية هي أمراض معدية أو سامة تتسبّب فيها كائنات تدخل الجسم عن طريق الأغذية المستهلكة، مشيرة إلى أنّ كل شخص معرّض لمخاطر الإصابة بهذه الأمراض وأفادت المنظمة الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية تعد من المشكلات الصحية العمومية التي تتزايد انتشاراً واستفحالاً في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء. ولفتت المنظمة إلى أنه من الصعب تقييم معدلات وقوع الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية على الصعيد العالمي، غير أن التقارير تشير إلى أن أمراض الإسهال أودت، في عام 2005 وحده، بحياة 8ر1 ملايين نسمة، وعزت جزء كبير من تلك الوفيات إلى تلوث الأغذية ومياه الشرب، موضحة أن الإسهال من الأسباب الرئيسة الكامنة وراء سوء تغذية الرضع وصغار الأطفال. وأشارت التقارير إلى أن نسبة الأشخاص الذين يعانون سنوياً الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية في البلدان الصناعية تبلغ نحو 30%. كما تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة، مثلاً، تشهد حدوث حوالي 76 مليون حالة من تلك الأمراض كل عام تؤدي إلى 000 325 إحالة إلى المستشفيات و5000 حالة وفاة. خلال المؤتمر، كشفت بلدية دبي عن أن إجمالي قيمة الواردات في الدولة من الأغذية خلال العام الماضي بلغت 28 مليار درهم، وأن دبي فقط تستورد أغذية من 160 دولة.. هذا الكم الهائل من الأغذية يشكل تحدياً كبيراً للجهات المعنية بالدولة، ويتطلب أنظمة رقابية وإلكترونية متقدمة للتأكد من سلامتها وجودتها.. بارك الله في جهود القائمين على هذا العمل، وجنبا الله وجنب مجتمعنا كل مكروه.. ودمتم. jameelrafee@admedia.ae