«صيف بلادي» عنوان موحٍ بفعاليات ثقافية متعددة تنظمها وزارة الثقافة كل عام، تهدف بالمقام الأول إلى التأكيد على الهوية الوطنية من خلال العديد من الفعاليات الثقافية والتراثية والفنية، وتشمل كل إمارات الدولة، وهي الفعاليات التي تستمر على مدى ستة أسابيع، ويستفيد منها 18 ألف طالب وطالبة من خلال 51 مركزاً موزعة على إمارات الدولة. الفكرة في حد ذاتها تبعث على الفخر. وتؤكد من جديد أن سياسة الدولة تجاه الشباب لم تتغير من خلال هذه البرامج التي تتولى الوزارة تمويلها من الألف إلى الياء. وحتى لا تكون البرامج التي تطرح كل عام متشابهة، وحتى لا تتحول تلك البرنامج إلى عمل روتيني، أرى أن يراعي المسؤولون عن البرنامج عدداً من النقاط الرئيسية والمهمة التي شكلت هوية الإنسان في الإمارات، وقادته إلى كل الإنجازات التي تفتخر بها الدولة على مدى مسيرة اتحاد الإمارات، ولنبدأ: بـ «الماضي» بكل تفاصيله الجميلة، ابتداءً من الذاكرة الطيبة للأمكنة والفرجان، ومروراً بالألعاب والفنون والأكلات الشعبية، ورموز هذه الأرض الطيبة من سياسيين وشعراء وفنانين ورياضيين وغيرهم، ممن تصدوا بكل طموح وإصرار لمرحلة التأسيس، وساهموا من دون أدنى شك في النعيم الذي حبا به المولى، عز وجل، دولتنا الحبيبة، وأرى ألا يكون هناك تجزيء وتشويش لدى أبنائنا من الطلبة المشاركين، وأقترح أن تعطى دورة كمثال لـ «العيالة»، مثل ما أعطيت الفرصة لـ «اليولة» في الأعوام السابقة، أو إعطاء دورة شعرية عن شاعر بقامة المايدي بن ظاهر أو راشد الخضر، أو غيرهم من فطاحل الشعر في الإمارات يتم فيها زيارة المكان الذي ترعرع ونشأ فيها هؤلاء الأعلام. أقترح أيضاً أن يدعو البرنامج رموزنا الوطنية في مجالات الإعلام والثقافة والفن والرياضة والاقتصاد وغيرها لكي يحكي هؤلاء عن تجارب نجاحهم أمام الشباب، وأقترح أن يضم البرنامج معلومات للنشء حول مهنة اشتهرت بها كل دول الخليج العربي في السابق، ألا وهي مهنة الغوص التي تكاد تندثر الآن في ظل انصراف العاملين بهذه المهنة عن مزاولتها، وهناك مهن أخرى باتت أيضاًَ طي النسيان وأرى أن برنامج «صيف بلادي» يشكل مناسبة جيدة لإحيائها. على كل فإننا نشد على أيدى مسؤولي وزارة الثقافة والشباب، والهيئة العامة لرعاية الشباب، وكل من يشارك في هذا البرنامج الذي يستفيد منه أبناؤنا، وعلى أمل أن نشهد فعاليات جديدة تعبر عن هويتنا الوطنية.